في مقالات سابقة طرح يوسف إبراهيم قضية الإصلاح الديني في العالم الإسلامي، ودعا إلى ذلك بحماس لا ينقصه غموض الفكرة، وإن كان من الواضح أنه يقصد إعادة تكرار التجربة الغربية في تحجيم الكنيسة واحتكارها لفهم الأناجيل، والفصل الكامل بين الديني والدنيوي!
أما في مقاله الأخير "ازدواجية اللسان ومعضلة الأصوليين!" (الاتحاد، الجمعة 24 فبراير 2006)، فيأخذ على طارق رمضان محاولته غير المستساغة في "تجسير الفجوة القائمة بين قيم ومبادئ الأصولية المتطرفة، وقيم ومبادئ الديمقراطية الليبرالية"!
وهنا لن أعمد إلى استبدال عبارة "الأصولية المتطرفة" في الاقتباس السابق بكلمة "الإسلام"، وإلا فسيبدو يوسف إبراهيم وكأنه يتحدث في موضوع ليس له به علاقة! لكن لأشير فقط إلى أن الكاتب حاول تجريم رمضان بسبب ما قال عن "علاقته بالتنظيمات والشخصيات الإرهابية"، وأيضا بسبب أن جده حسن البنا كان قد "دعا إلى الجهاد فعلا"، كما قال إبراهيم، دون أن يشفع للحفيد توضيحه أن تلك الدعوة "إنما كانت تقتصر على ممارسة الدفاع الشرعي أو الكفاح ضد البطش"!
أليس في الأمر إذن جزء ما لم يفصح عنه الكاتب؟!
نصر وهبي- أبوظبي