في التصريحات التي أطلقها السيد مقتدي الصدر مؤخرا، كثير مما يحقق الإثارة وقليل مما يستجيب لمعايير الواقعية السياسية؛ فقد أعلن أنه فيما لو تعرضت سوريا أو إيران إلى اعتداء عسكري أميركي، فسيستنفر "جيش المهدي" نصرة للأخوة الدينية! لكن أليس العراق أولى بالدفاع عنه؟ وألم يكن واقعاً بالفعل تحت العدوان الذي يتحدث عنه الصدر لجهة احتمال وقوعه على سوريا وإيران؟
على كل حال هذه ليست الحالة الأولى أو الفريدة التي تكشف النزوع "الشعاراتي" في السياسة العربية، فكل ما ألمّ بعرب عصرنا، كان من موجباته الشعارات الجوفاء والتهديدات الفارغة. لذلك أتمنى أن يقرأ السيد الصدر تجارب "الشعاراتيين" من الساسة العرب الذين سبقوه، حتى وإن كانوا بدون عمائم!
ناصر مهدي- دبي