سلام "حماس" المؤجل... وجدل حول صلاحيات ولي العهد البريطاني


 ما تأثير قانون الإرهاب الجديد على تآكل الحريات في بريطانيا؟ وما هي الأسباب التي تعوق انطلاق عملية السلام العربية الإسرائيلية؟ وماذا عن خطورة إضاعة الوقت في مناقشات سياسية بينما أنفلونزا الطيور تنتشر عبر أوروبا؟ وما هي حدود صلاحيات ولي العهد البريطاني؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في الصحافة البريطانية.


 "قانون الإرهاب الجديد وتآكل الحريات في بريطانيا"


 حول هذا الموضوع كتب "هنري بورتر"، يوم الأحد الماضي، مقالا في صحيفة "الأوبزيرفر" رأى فيه أن "عبقرية" بن لادن لا تكمن في أنه الرجل الذي خطط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكنها تكمن في نجاحه في تحويل نفسه إلى "بعبع"، ملأ نفوس الغرب بالخوف، وجعله يركز على الأمن على حساب الحرية، ويصرف اهتمامه عما يحدث من انتهاكات وتعذيب في سجون مثل غوانتانامو وأبوغريب. ومن خلال هذا المدخل يتطرق الكاتب إلى قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا، ويصفه بأنه قانون لم يكن له داعٍ من الأساس، وأن الإرهاب يمكن التعامل معه حسب القوانين الحالية، وأن القانون سيؤدي في النهاية إلى زيادة القيود على الحريات العامة، شأنه في ذلك شأن الكثير من القوانين التي سنها توني بلير الذي يصفه الكاتب بأنه يتمتع بصلاحيات لم يتمتع بها أي رئيس وزراء بريطاني خلال الخمسين عاما الأخيرة، على الرغم من أنه لم يحصل سوى على 35 في المئة من مجموع الأصوات في الانتخابات الأخيرة.


 "حماس والسلام المؤجل"


هكذا عنونت "التايمز" افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن العام الحالي عندما بدأ، كانت كل الدلائل تشير إلى أن هناك فرصة جيدة أمام استئناف مفاوضات السلام. فشارون كان قد سحب قواته من غزة، ومحمود عباس كان قد حل محل عرفات الذي توفي، وكان الوضع بشكل عام مهيأ لاستئناف مفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة قبل أن تتغير هذه الظروف فجأة عندما تعرض شارون لجلطة أدخلته في غيبوبة قد لا يفيق منها، وعندما وجد عباس نفسه عاجزاً عن الفعل بعد النصر الذي حققته "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة. وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن هناك زعماء إسرائيليين آخرين على استعداد لاستئناف ما كان شارون قد بدأه، إلا أن العقبة الأساسية تتمثل في "حماس" التي يقودها رجال ينكرون حق إسرائيل في الوجود. وأشارت الصحيفة إلى الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية من عائد الجمارك والضرائب والتي حجرتها إسرائيل وتقول إن هذا الإجراء منطقي، إذ كيف تريد "حماس" من دولة لا تعترف بوجودها أن تعمل كمحصل ضرائب يوفر لها الأموال التي قد تستخدمها في دفع أجندتها؟ ودعت الصحيفة إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد -الذي تقول عنه إنه رجل معروف ببراغماتيته- إلى إثبات تلك البراغماتية في الواقع العملي.


"انتشار متزايد لأنفلونزا الطيور في أوروبا"


 حول هذا الموضوع كتب "ستيفين كاستل" تقريراً خبرياً من بروكسل نشرته"الإندبندنت" أمس الأربعاء، جاء فيه أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي ينخرطون في مساومات لا تنتهي حول الخطط الخاصة بتطعيم ملايين الطيور في مزارع الدجاج الهولندية والفرنسية، في الوقت الذي يعلن فيه عن مزيد من الإصابات في عدد من الدول الأوروبية. وأشار الكاتب إلى الانقسامات بين العلماء حول الحكمة من تطعيم الطيور، وسعيهم لوضع شروط صارمة قبل السماح لهولندا وفرنسا بالمضي قدما في هذا الأمر، كما تطرق كذلك إلى تفشي القلق والخوف من انتشار الوباء بعد اكتشاف 3 حالات من حالات الإصابة بفيروس "إتش 5 إن 1" القاتل في ثلاث بجعات في المجر الأسبوع الماضي، وبعد أن ظهر المرض في سبع دول أوروبية، كانت آخرها –قبل المجر- سلوفاكيا، التي أبلغت سلطات الاتحاد الأوروبي عن عدة حالات مشتبه في إصابتها بالمرض، وألمانيا التي ازدادت فيها حالات الإصابة بالفيروس القاتل لترتفع إلى 103 حالة.


"حدود صلاحيات ولي العهد البريطاني"


 كشف أحد كبار مساعدي ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أن الأمير قد قال له ذات مرة إنه يرى نفسه "منشقا" يعمل ضد الإجماع السياسي السائد في بلده. ومن المنتظر أن تؤدي تصريحات المساعد السابق للأمير تشارلز إلى تجدد المناقشة حول حدود صلاحيات ولي العهد البريطاني، وخصوصا بالنظر إلى ما يراه البعض من إصرار تشارلز على نشر آرائه حول أمور حساسة. وفي هذا السياق زعم "مارك بولاند" نائب السكرتير الخاص لتشارلز أن الدور الذي يريد الأمير أن يلعبه مثير للجدل من الناحية الدستورية، حيث لم تتم الموافقة عليه لا من جانب الملكة ولا من جانب البرلمان على حد علمه، وإن كان مثيرا لقلق السياسيين. وقد جاءت أقوال بولاند في إطار ال