من هنا تنطلق الإمارات على طريق المستقبل، تضيف إلى رصيدها الحضاري المتميز، تحقق المزيد من الرخاء لأبنائها وتؤكد حضورها المؤثر والفعال على الساحة الدولية·· من منهاج العمل الوطني الذي وضعه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في خطابه التاريخي في ذكرى العيد الوطني الرابع والثلاثين لدولتنا الفتية·· هذا ما أكده مجلس الوزراء في أول اجتماعاته أمس بتشكيلته الجديدة· وفي هذه الجلسة الاستثنائية المهمة حدد مجلس الوزراء ملامح المرحلة المقبلة، ووضع أسس الانطلاق نحو المستقبل مؤكدا على استمرارية التمسك بنهج الآباء المؤسسين وبشكل خاص نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وباني عزتها ونهضتها، ذلك النهج الذي حقق للوطن تجربة غير مسبوقة، تجربة حضارية تستلهم التراث العريق ولا تغفل الأصالة، وتواكب الحاضر وتأخذ بأسباب المستقبل وأدواته مع اهتمام غير محدود بالإنسان باعتباره هو الهدف وهو الغاية وهو الثروة الحقيقية الباقية·
وفي أولى جلسات مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دعا سموه إلى وضع خطة استراتيجية شاملة لعمل مجلس الوزراء مشيرا إلى أن ما تتوقعه القيادة الرشيدة لدولتنا الفتية وما يتوقعه المواطنون من المجلس كثير جدا، من أجل تحسين الأداء وتحقيق الاستخدام الأمثل والأكثر فاعلية للموارد البشرية والمادية والارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين·
المرحلة المقبلة، مرحلة الانطلاق إلى آفاق المستقبل سوف تشهد منح الوزارات استقلالية إدارية ومالية كاملة، وهو ما يعني إطلاق العمل بلا قيود روتينية ولا تعقيدات إدارية لتيسير الإنجاز وتفعيل الأداء، وسوف تشهد المرحلة المقبلة متابعة جادة وتقييما موضوعيا لمعدلات الأداء ومستوى الإنجاز في كل وزارات الدولة، وتطبيق إجراءات حاسمة لضمان الجودة ومتابعة الإنتاجية بصورة لا تسمح بالتراخي أو التهاون في تحمل المسؤولية·
مجلس الوزراء حدد لنفسه برنامج عمل هدفه الأول الإعلاء من شأن الوطن وتحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار للمواطن وهو ما يتطلب مشاركة جماعية من كل أبناء الوطن· المطلوب من كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة الخيرة أن يساهم بالعمل الجاد والتفاني والعطاء الخلاق وإنكار الذات والإبداع لتحقيق حلم الوطن الغالي لأبنائه وحلمنا جميعا للوطن·