بين الأيديولوجيا والسياسة
في السياسة يصعب التشبث بالمواقف أبد الدهر، وفي السياسة أيضاً من المستحيل التمادي في العداء إلى الأبد. وضمن هذا الإطار تأتي تطورات المشهد السياسي الفلسطيني، الذي أصبح مفتوحاً على مستجدات، تبدو للوهلة الأولى غير مسبوقة في السياق العربي، أو في السياق الشرق أوسطي والغربي أيضاً. فمن حركة يوجه إليها الغرب صفات ذات صلة بالإرهاب، إلى مؤسسة سياسية خاضت انتخابات ديمقراطية ونزيهة بشهادة العالم، أصبحت "حماس" أمام تساؤلات كثيرة ليس أقلها، هل ستعترف الحركة بإسرائيل؟ وما هي الأجندة السياسية التي تنوي الحركة تنفيذها؟ وماذا عن الموقف الدولي من الحركة الذي لم تتبلور ملامحه حتى الآن؟ هذه الأسئلة وغيرها تقودنا إلى استنتاج مهم مفاده أن حركة "حماس" ستتخلى عاجلاً أم آجلاً عن كثير من مواقفها المتشددة لأسباب من أهمها: أن تسيير الحياة اليومية للفلسطينيين يتطلب درجة عالية من البراغماتية لاسيما وأن الإسرائيليين لا يزالون مصدومين بفوز "حماس". ثانياً: المجتمع الدولي يحتاج إلى مواقف مرنة من الحركة كي تثبت هذه الأخيرة جاهزيتها للدخول في عملية السلام. ثالثاً: لهجة الخطاب الإعلامي والسياسي للحركة يجب أن تتواءم مع متطلبات المجتمع الدولي، أو بالأحرى القوى الدولية التي يهمها استقرار الشرق الأوسط. هذا كله يعني أن الواقع سيفرض نفسه على أيديولوجيا الحركة عاجلاً... أم آجلاًَ.
عماد أيوب- دبي