الهلع الذي ينتاب كثيرا من شعوب العالم هذه الأيام جراء إنفلونزا الطيور، يلفت انتباه القوى الدولية الكبرى إلى ضرورة تكثيف الاهتمام بالبحوث العلمية التي تهم البشر، لا بتطوير الأسلحة الفتاكة التي تبيد الأخضر واليابس. إنه لمن المثير للدهشة أن يقف العالم عاجزاً في وقت تنفق فيه مليارات الدولارات على استكشاف الفضاء والهبوط على كواكب في مجموعتنا الشمسية. الحاجة أم الاختراع، وطالما توفرت الإرادة السياسية والنوايا الصادقة لمواجهة خطر الأوبئة والأمراض في العالم، فإن خطر الأوبئة "الجديدة" لن يكون عصياً على أدمغة العلماء الطامحين في إنقاذ البشرية من بطش الفيروسات الفتاكة.
إنفلونزا الطيور تجربة سيستفيد العالم منها، وسيدرك أن عصر العولمة يجب أن يهتم المرجون له بمكافحة الفقر والجهل، لأن هذين الأخيرين يعصفان بجهود التنمية ويعرضان الغرب الغني إلى مشكلات ليس أقلها انتقال الأوبئة والأمراض، ناهيك عن تفريخ عناصر بشرية يائسة، سرعان ما تنضوي في تنظيمات إرهابية، تكره الحياة وتكرس ثقافة الموت.
حسام عبدالكريم- الشارقة