بوادر "أزمة تكامل" في أستراليا... وتغيير "حماس" رهان روسي خطير


 


ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع حكومة فلسطينية تقودها "حماس"؟ وهل أخطأ الكريملن بدعوته الحركة لزيارة روسيا؟ وماذا عن أزمة التكامل التي يتعرض لها مسلمو أستراليا؟ وكيف تعاملت المعارضة في كوريا الجنوبية مع الزيارة المرتقبة للرئيس الكوري الجنوبي السابق إلى بيونج يانج؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.


"حماس" والمطالب الأحادية


"إذا كان يتعين على حماس إدانة العنف فالأمر نفسه ينطبق على إسرائيل"، هكذا عنونت الكاتبة الكندية "ليندا ماكواغ" مقالها يوم الأحد الماضي في "تورنتو ستار" الكندية، منتقدة تصريحات أدلى بها "مايكل بيل" سفير كندا السابق في إسرائيل، علق خلالها على فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية قائلاً: "أُصبنا بالارتباك جراء فشل مفاهيمنا الديمقراطية في أن تجد لها موطئ قدم في العالم العربي". الكاتبة أعربت عن استغرابها من هكذا تصريحات، مشيرة إلى أن "المفاهيم الديمقراطية" التي يتحدث عنها "بيل" غالباً لا تعني قيام شعب ما باختيار حكومته بحرية. الكاتبة ترى أن الانتخابات الفلسطينية الأخيرة تعكس بوضوح أن الديمقراطية وجدت موطئ قدم لها لدى الفلسطينيين، كونهم مارسوا حقهم الديمقراطي باختيارهم حركة "حماس"، ورفضهم حكومة متورطة في الفساد وفشلت في المضي قدماً نحو السلام.


وحسب الكاتبة، فإن كندا أوضحت موقفها الأسبوع الماضي، المتمثل في الامتناع عن الدعم المالي للفلسطينيين ما لم تتخل "حماس" عن العنف وتعترف بإسرائيل وبالاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. صحيح أن هذه المطالب قد تبدو معقولة، لكن لماذا تقتصر المطالب على الجانب الفلسطيني فقط؟ ألا تتعين مطالبة إسرائيل أيضاً بالتخلي عن العنف؟ وبالنسبة للاعتراف بإسرائيل، فإن "حماس" ألمحت ضمناً إلى القبول به، إذا أنهت إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية، خاصة وأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة أدلى بتصريح لإحدى الصحف الروسية، مفاده أن الحركة ستوقف صراعها المسلح مع إسرائيل في حال انسحبت الأخيرة من الأراضي الفلسطينية التي احتلها عام 1967.


تكتيكات موسكو الخطرة


يوم الخميس الماضي، خصصت "ذي موسكو تايمز" الروسية افتتاحيتها لانتقاد دعوة الرئيس بوتين قادة "حماس" لزيارة موسكو، وتحت عنوان "تكتيكات موسكو الخطرة تجاه حماس"، رأت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تصنفان الحركة على أنها منظمة إرهابية ولا تفرق واشنطن وتل أبيب بين الجناح السياسي والجناح العسكري لـ"حماس"، تماماً كالكريملن الذي لا يفرق بين القيادي الشيشاني شامل باسييف الذي يقف وراء أبشع الهجمات الإرهابية في التاريخ الروسي والانفصاليين الشيشانيين كأحمد زكاييف الذي حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، فكلا الرجلين إرهابي في نظر الرئيس فلاديمر بوتين. وعلى الرغم من أن موسكو تدعو إلى تدشين جبهة دولية موحدة ضد الإرهاب، مطالبة بعدم استخدام المعايير المزدوجة، بحيث لا يصبح إرهابي ما في نظر البعض مناضلا من أجل الحرية، فإن دعوة "حماس" لزيارة موسكو تضعف من الموقف الروسي في مكافحة الإرهاب، وأن الكريملن يغامر في لعبة محفوفة بالمخاطر عندما يراهن على قوته في التأثير على "حماس"، في وقت فقدت روسيا سطوتها كدولة عظمى.


أزمة التكامل في أستراليا