الصور البشعة التي بثتها إحدى محطات التلفزة الأسترالية قبل أيام عن انتهاكات وقعت في سجن أبوغريب، جددت صدمة العرب بالولايات المتحدة، وأكدت أن ثمة تجاوزاً لا يمكن السكوت عليه سواء داخل الجيش الأميركي، أو على مستوى الإدارة الأميركية ككل· السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من الخاسر؟ بالتأكيد الأميركيون هم الخاسرون شعباً وإدارة، فكيف يمكن إقناع العالم النامي بنجاعة ''الوصفة'' الأميركية للديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد هكذا صور؟ وكيف يمكن القبول بالسياسات الأميركية الرامية إلى الإصلاح السياسي في العالم النامي، بعد أن تلطخت يد الإمبراطورية الأميركية بوحل انتهاكات حقوق الشعوب؟
في الحقيقة اقترفت الإدارة الأميركية أخطاء مزدوجة، فمن حربها الأحادية على العراق، إلى خططها الغائبة لإدارة عراق ما بعد الحرب، لتسوياتها السياسية المثيرة للجدل في بلاد الرافدين، يتحطم النموذج الأميركي، على صخرة الانتهاكات والتجاوزات، وتزداد صورة الأميركيين تشويها بعدما طغت صورة السجان على صورة المحرر والمبشر بالديمقراطية·
عثمان مجدي- دبي