كثير من الفلسفة يضر
أعتقد أن حاجة المقالات الصحفية من الفلسفة كحاجة الطعام من الملح، قليل منها مستحسن وكثير منها يضر· وهذا الكلام أقوله بعد أن قرأت مقال الكاتب خالص جلبي المنشور في هذه الصفحات يوم الأربعاء الماضي وعنوانه ''فكرة الكتلة الحرجة''، ففي هذا المقال تحدث عما سماه ''الكتلة الحرجة'' ومع أنني لم أفهم شيئاً من هذه الفكرة الخلاقة كما وصفها الكاتب، وقد يكون هذا بطء فهم مني، إلا أنني استغربت كيف يمكن أن تصبح فكرة ''الكتلة الحرجة'' هذه سارية في كل شيء ابتداء من صناعة الأسلحة النووية وانتهاء بصناعة الجبنة البلدية، وهذا ما قاله خالص جلبي حرفياً· وعلى العموم لدي تفسير أقنعت به نفسي، وعزيتها به عوض الفهم· وهو أن إقحام الكاتب للفلسفة في العلم، وللطب في السياسة، أدى به أحياناً إلى أن يضرب أمثلة غير مفهومة للعامة من غير المتخصصين أمثالي· وليس معنى هذا تشكيكاً في عمق الطرح فلاشك أن لديه أفكارا عميقة وجميلة، وروحا نقدية أصيلة في التفكير، ولكن طريقة إخراجه لهذه الأفكار، واستعانته بأمثلة مغرقة في التخصص هو ما يلبس على القراء كما قلت·
منصور زيدان- دبي