منذ اليوم الأول لتأسيس دولتنا الفتية، اعتمدت قيادتها الرشيدة على نهج الوسطية في رؤيتها الاستراتيجية وأسلوب عملها وتعاملها مع كافة القضايا السياسية، بقدر اعتمادها الحرص على تحقيق الاستقرار الاجتماعي ومعاملة الناس بالرحمة والعدل وسيادة القانون على الجميع من دون تمييز· ولا تزال القيادة الرشيدة حفظها الله تتبنى النهج ذاته، الأمر الذي أتاح إقامة سياج من الحماية للنعم التي من الله بها علينا، وفي الصدارة منها الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي·
وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية على صلابة وفعالية الركائز التي يستند إليها هذا النهج، حين قال إن ما يميز دولتنا منذ قيامها هو أنها أولت الشأن الاجتماعي والتنمية البشرية الأولوية، كما أن القيادة العليا في الدولة وكل مجالس أصحاب السمو حكام الإمارات وكبار المسؤولين فيها يعتمدون التشاور مع أبناء الدولة أسلوبا للحياة، لذلك نرى أن كل القرارات تحظى بدعم شعبي واسع من جانب أبناء الدولة لأنها تشكل خلاصة التشاور الذي يتم معهم بما يعزز الأمن والاستقرار، وذلك مرده أيضا إلى ثقة أبناء مجتمعنا في المسؤولين عنهم، واليقين بأن كل القرارات تتخذ بروح الحفاظ على مكتسبات الدولة وهذا أمر يتفق عليه الجميع، ومن ثم انتفى الحقد الاجتماعي وما يثيره من ضغائن، وتحصن المجتمع من الإرهاب·
ومن هذه الركائز القوية والحيوية أيضا العمل الدؤوب على نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح في المجتمع، بما يمنع استغلال الدين لأغراض حزبية أو مشبوهة في المدارس والجامعات والمساجد، فكان لهذه الثقافة دورها البارز في توفير مناخ إيجابي جعل بلادنا تتمتع بخصوصية تقيها أعمال العنف، وهي أن كل المقيمين على أرضها من دون استثناء إنما يقصدونها لكسب العيش لا لتحقيق أهداف سياسية أو أغراض حزبية مشبوهة، لذلك نرى المجتمع بعيدا عن العنصرية والكراهية·
وقد ساعد على ذلك أن الدولة اتخذت عددا من الخطوات الكفيلة بمنع ضعاف النفوس من استغلال سياسة الانفتاح التي تنتهجها، مثل إصدار قانون خاص بمكافحة الإرهاب وقانون مكافحة غسل الأموال بالإضافة إلى التشدد في التشريعات المتعلقة بالتحويلات المالية، وفرض رقابة على عمل الجمعيات الخيرية من جانب هيئة الهلال الأحمر· ولا يجوز أن ننسى الجهود الميدانية المكثفة التي تبذل لوقف عمليات التسلل بكل أنواعه والتي أدت إلى ضبط العديد من العناصر المتطرفة·
بفضل هذا النهج المستمد من ديننا الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة، أصبحت دولتنا محط إعجاب الكثير من الدول المتقدمة والنامية على السواء، كما باتت مثالا يحتذى ويشار إليه بالبنان في المحافل الدولية·