لننتظر النتائج على الساحة الفلسطينية أولاً
''هل من دلالات عربية لفوز حماس''؟ ذلك هو عنوان مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد، المنشور بصفحات ''وجهات نظر'' يوم الثلاثاء 14 فبراير الجاري، الذي استوقفتني فيه عدة تساؤلات طرحها الدكتور بعد أن قرر أنه ستكون للفوز الساحق لحركة ''حماس'' تأثيراته العربية، بحكم إمساك الحركة بقضية العرب الأولى، علاوة على تزايد إدراك الدول العربية لاعتبارات الأمن القومي، وبالتالي لم يعد في مقدورها تجاهل اتجاهات الرأي العام· والذي استوقفني في هذا المقال، التكهن الوارد أعلاه بتأثيرات ''حماس'' الإقليمية المرتقبة، قياساً إلى مجموعة الأسئلة التي طرحها الكاتب نفسه فيما يتصل بدلالات هذا الفوز، وما يتوقع من حركة ''حماس'' أن تفعله· وللمزيد من الوضوح، فقد أثار الكاتب أسئلة مباشرة ومشروعة مثل: هل أنتم متمسكون بالديمقراطية نهجاً، أم أنكم ستقومون بإلغائها بعد فوزكم بالأغلبية؟ ما هو موقفكم من حرية الفكر والإبداع على ضوء ضوابطكم الدينية؟ وما موقفكم من إسرائيل والتسوية السلمية معها أيضاً؟
وعلى رغم صحة التكهن النظري باتساع التأثير العربي الإقليمي لهذا الفوز الساحق الذي حققته حماس في المعركة الانتخابية الأخيرة، إلا أنه يبقى مجرد افتراض نظري لا أكثر، إلى أن تنتقل حماس من موقع المعارضة والمقاومة -من خارج دوائر السلطة الفلسطينية- إلى مواقع السلطة إثر تشكيلها للحكومة المرتقبة· وعندها يفترض أن تبدأ الحركة بمواجهة تحديات هذا الانتقال، بما فيها مواجهة مثل هذا النوع من الأسئلة المعقدة ذات الطابع العملي البحت· وهذا ما يظل رهناً للوقت والممارسة وحدهما كي تجيبا عنه· ولذلك فإن من السابق لأوانه التكهن من الآن بطبيعة التأثيرات الإقليمية التي ستتركها حماس على الساحة العربية· ولذلك يبقى الاختبار العملي والممارسة هما محك التحدي أمام هذا الانتقال السياسي الجديد في تاريخ الحركة، بل وفي تاريخ الشعب الفلسطيني كله· وبالمنطق ذاته، فلنترقب أولاً التأثيرات والتحولات السياسية المرتقبة في المشهد الفلسطيني الداخلي، قبل أن نتسرع بالتكهنات حول التأثيرات الإقليمية العربية لذلك الفوز·
سمير عياد- رأس الخيمة