نسمع هذه الأيام بين الحين والآخر، من قبل بعض قادة العراق، وهم يرددون مصطلح ''الخط الأحمر'' تجاه هذه القائمة أو تلك الكتلة السياسية، وعدم مشاركتها في التشكيلة الجديدة للحكومة العراقية المقبلة، وهذا ما حصـل من قبل الائتلاف العراقي الموحد تجاه القائمة العراقية الوطنيـة التي فازت في الانتخابات النيابية وحصلت على 25 مقعداً في البرلمان العراقي الجديد· إن محاولات إلغاء وإقصاء الآخـر، ما هي إلا العودة لزمن الديكتاتورية والإنفراد بالسلطة من قبل هذه الكتلة السياسية أو تلك باسم الأغلبية الانتخابية· أليست هذه الخطوط الحمراء تستهدف عملية البدء في التحول الديمقراطي والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وحتى ضد حقوق الإنسان والحريات العامة، التي يتحدث فيها جل القادة من السياسيين العراقيين في أكثر من مناسبة؟
في العراق الجديد، ليس هناك مكان لمن يريد أن يحكم العراق بمفرده، ويعمل على محاربة الآخرين وعدم مشاركتهم في العملية السياسية، ومحاولة إلغائهم بجرة قلم كما يقال، هذا الزمن الديكتاتوري قد ولى ولا رجعة له أبداً من قبل أي طرف سياسي مهما كان· لا خطوط حمراء على أي حزب أو كتلة سياسية أو شخصية عراقية تسعى وتعمل من أجل خير العراق واستقلاله واستقراره، ولا يحق لأي طرف سياسي عراقي إصدار الأوامر السياسية الفردية بحق بعـض الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية العراقية وحرمانها من حقها المشروع في العمل السياسي والحزبي·
ولا يمكن النهوض بالعراق اليوم، إلا بمشاركة ومساهمة الجميع، من دون استثناء، لأن العراق بحاجة للجميع وليس لكتلة سياسية معينة كما يحلو للبعض·
حمزة الشمخي- كاتب عراقي