سياسات واشنطن غير متوازنة
بعد مطالعتي للمقال المعنون بـ''خطاب حالة الاتحاد: وعود فضفاضة بلا نتائج'' لكاتبه باسكال بونيفاس والمنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم أمس الثلاثاء، أود الإعراب هنا عن اتفاقي مع جل ما ورد في المقال من أفكار، وخصوصاً تعليق بونيفاس على رغبة الرئيس الأميركي جورج بوش ''دمقرطة العالم العربي''، والتي تنم في رأيي عن عدم فهم أو عدم تفهم واضح من قبل الأميركيين لقضايا العرب وانشغالاتهم· يقول باسكال بونيفاس ''لقد أكد الرئيس الأميركي في خطابه··· على خياره المتمثل في النهوض بالديمقراطية وتشجيعها في العالم· وهو محق بخصوص هذه النقطة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن النهوض بالديمقراطية لا يواكبه تعديل للسياسة الأميركية، ما يؤدي إلى منح الامتياز للمتشددين ضد المعتدلين ولأعداء الولايات المتحدة على حساب أصدقائها''· وأعتقد شخصيا أن بونيفاس قد وفق في وضع الإصبع على المشكلة الحقيقية، ذلك أن أي جهود تروم دمقرطة المنطقة ستفضي في رأيي إلى أحد أمرين· إما أنه لن يكتب لها النجاح وستكتفي بـ''الإصلاحات'' الشكلية والتجميلية، أو أنها ستوصل إلى سدة الحكم فرقا متشددة بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر من قبيل تكرار التجربة الجزائرية عقب فوز ''جبهة الإنقاذ الإسلامي''·
ما لا يفهمه الساسة الأميركيون، وربما ليس من مصلحتهم أن يفهموه، هو أن أفضل خدمة يمكن أن يسدوها للمنطقة هي الكف عن دعم إسرائيل، والتدخل من أجل إرجاع الحقوق الشرعية لأهلها وقيام الدولة الفلسطينية، والانسحاب من العراق، والعدول عن ممارسة الضغط على الدول العربية ''المارقة'' في أعين واشنطن· وباختصار فإن أية رغبة أميركية صادقة في المساهمة في إصلاح أوضاع المنطقة ودمقرطتها ينبغي أن تكون مشفوعة بإعادة نظر شاملة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إن هي أرادت النجاح·
عبد العزيز مسعود- الشارقة