أوروبا جسر جديد للجهاد وكرة القدم أفضل نموذج للعولمة
هل تغيرت نظرة العالم للطاقة النووية؟ وكيف يخطط الصينيون للحد من استيراد النفط؟ وماذا عن العولمة ولاعبي كرة القدم؟ وكيف أصبحت أوروبا جسراً للإرهابيين؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية·
إعادة تقييم الطاقة النووية: خصصت ''جونغ آنغ ديلي'' الكورية الجنوبية افتتاحيتها، يوم الأحد الماضي، لترصد تنامي أهمية الطاقة النووية خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط· وحسب الصحيفة، فإن شركة ''توشيبا'' اليابانية ستقوم بشراء شركة ''ويستنجهاوس'' الأميركية التي تتحكم في نصف السوق العالمي لبناء المفاعلات النووية، واللافت أن سعر ''ويستنجهاوس'' يزيد عن السعر المتوقع للشركة بمقدار الضعف، حيث وصل السعر المطروح 5,4 مليار دولار، وهذا السعر يعكس احتمالات تنامي سوق الطاقة النووية، خاصة في ظل توقعات لوكالة الطاقة الذرية مفادها أنه بحلول عام ،2030 ستتزايد معدلات استهلاك الوقود الأحفوري في العالم بمقدار النصف، علما بأن الدول الموقعة على بروتوكول ''كيوتو'' المعني بالحد من الاحتباس الحراري، ستجد صعوبة في الاعتماد فقط على الوقود الأحفوري، كونه يتسبب في انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· وفي ظل ارتفاع أسعار بدائل الطاقة الأخرى كالطاقة الشمسية والوقود البيولوجي، سيكون من الصعب تجاهل التفكير في الطاقة النووية· وضمن هذا الإطار وضعت الولايات المتحدة خطة لاستئناف بناء مفاعلات الطاقة النووية هي الأولى منذ 32 عاماً، والأمر نفسه في ألمانيا وإيطاليا، كما تنوي الصين بناء 30 مفاعلاً نووياً للغرض ذاته، ومن ثم تتم الآن إعادة النظر في الطاقة النووية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط، على اعتبار أنها وسيلة للبقاء وأداة لتحقيق استراتيجيات قومية جديدة· وبالنسبة لكوريا الجنوبية، التي يوجد لديها الآن 20 مفاعلاً نووياً لإنتاج الكهرباء، وتشكل الطاقة النووية ما نسبته 38% من إجمالي مصادر الطاقة المتاحة لديها، فيجب عليها الاهتمام بمسألة الطاقة النووية التي يتجه إليها العالم الآن، لاسيما وأن الكوريين الجنوبيين يعتمدون على أنفسهم في إنتاج 3% فقط من احتياجاتهم من الطاقة، ويعتمدون بكثافة على استيراد نفط الشرق الأوسط·
الصين وبدائل النفط: في تقريره المنشور يوم أمس الاثنين بصحيفة ''تشينا ديلي'' الصينية، سلط ''زياو فياو'' الضوء على خطط بكين الرامية إلى البحث عن بدائل للنفط، وضمن هذا الإطار تسعى الحكومة الصينية إلى صياغة خطة طويلة الأجل لاستخدام بدائل للطاقة تمكنها من تخفيض اعتمادها على استيراد النفط، كالطاقة الشمسية والوقود البيولوجي والفحم· وثمة استراتيجية خاصة ببدائل النفط ستتم مناقشتها خلال الشهر المقبل في مجلس الشعب الصيني، وسيتم إدراج بنودها ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة (2006-2011)· وحسب التقرير، فإن بكين ترغب في زيادة اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة، لتصل نسبة استهلاك الصينيين منها، بحلول عام 2020 إلى 13% من إجمالي ما تستهلكه البلاد من مختلف مصادر الطاقة، علما بأن مصادر الطاقة المتجددة تشكل الآن 7% من إجمالي ما تستهلكه الصين من مصادر الطاقة·
''لنتعلم العولمة من كرة القدم'': هكذا عنون ''برانكو ميلانوفيك'' مقاله المنشور يوم السبت الماضي، في ''كوريا هيرالد'' الكورية الجنوبية، مستنتجاً أن كرة القدم ليست هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم كله، بل إن الاحتراف فيها يعد الأكثر تفعيلاً للعولمة في العالم· وضمن هذا الإطار، فإن لاعبي كرة القدم، خاصة البرازيليين والكاميرونيين واليابانيين، هم الأكثر حرية في التنقل من بلد إلى آخر، مقارنة بالمهندسين والأطباء وموظفي البنوك· ''ميلانوفيك''، وهو خبير اقتصادي بمنحة ''كارنيغي للسلام الدولي''، عزز استنتاجه بأن فريق ''آرسنال'' البريطاني يضم لاعبين غير بريطانيين، ومدربه فرنسي، كما يوجد كثير من اللاعبين الأفارقة والمنتمين إلى دول أميركا اللاتينية في أندية كرة القدم التركية والبولندية والروسية وأندية جنوب شرق أوروبا· وهذا يعني أنه من خلال كرة القدم يتضح مدى إمكانية تطبيق العولمة الحقيقية في مجال العمل· لاعبو كرة القدم كغيرهم من أصحاب المهن الأخرى، يتعرضون لقيود في مجالهم مصدرها المؤسسات التي يعملون فيها، لكن لا توجد قيود على انتقال لاعبي كرة القدم، إلا في البلدان الشيوعية فقط، ولا توجد قيود غير لوائح الأندية التي تمنع مشاركة أكثر من اثنين من اللاعبين الأجانب في مباراة واحدة· حرية انتقال اللاعبين بين أندية كرة القدم تؤدي في النهاية إلى تحسين مستوى اللعبة، لكنها ستسفر عن تركيز اللاعبين المهرة في الأندية الأكثر غنى، وهو أثر قد يتكرر في مهن أخرى كالمهندسين وأخصائيي الحاسب الآلي، وهو ما يمكن وصفه بعدم المساواة في توزيع الموهوبين· لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يضمن مشاركة اللاعبين المحترفين بالأندية الأجنبية في المباريات الخاصة بمنتخباتهم الوطنية، ما يعني الحد من ''نزيف