تطالعنا مرة أخرى صور صادمة في العراق، وهو ما تبدى في أسوأ مظاهره من خلال الشريط الذي عُرض في الآونة الأخيرة على شاشات الفضائيات ويظهر فيه جنود بريطانيون ينهالون بالضرب المبرح على فتية عراقيين، شاء حظهم العاثر أن يلقيهم في أيدي جنود ينتمون إلى العالم ''المتحضر''··· إنه ضرب بلا رحمة·
هذه الصور تذكرنا بصور القتل والتنكيل بفلسطين الذي لم يتوقف منذ أن بدأ في أواسط القرن المنصرم عندما دنس الصهاينة أرض المقدس ودسوا بين أسوارها الطاهرة لفافات تشهد على هلوستهم وعقدهم التاريخية· واليوم تأتي بريطانيا، أو بالأحرى تعود مرة أخرى بعدما اعتقدنا أنها خرجت من أرض السواد دون رجعة، تعود هذه المرة متمسحة بتلابيب أميركا لتشتركا معا في اقتراف جرائم في حق أبناء العراق· إن ما شاهدناه من ظلم سافر يقع على صبية عراقيين ينفي كل الكلام الذي يلوكه البعض عن إنسانية الغرب واحترامه لحقوق الإنسان، عن ديمقراطيته وليبراليته المزعومة·
حسام مرزوق- الشارقة