جاء موقف روسيا المعلن تجاه ''حماس'' والمتمثل في دعوة الرئيس بوتين لقادة الحركة لزيارة موسكو بمثابة صفعة لإسرائيل والولايات المتحدة كونهما تعتقدان أنهما ضمنتا التوافق الدولي وحصلتا على تأييد لموقفهما الرافض للحركة والتعامل مع كوادرها· روسيا التي تريد أن يكون لها دور في الشرق الأوسط سبق وأن أبدت تحفظها بشأن الملف النووي الإيراني الذي لم ترد أن يحال مباشرة إلى مجلس الأمن، وأصرت على أن تمنح طهران مهلة شهر قبل رفع تقرير وكالة الطاقة الذرية إلى الأمم المتحدة· وفي السياق نفسه يأتي هذا الخروج الروسي عن المسار الأميركي ليؤشر على محاولتها الواضحة في اتجاه رسم سياسة مغايرة في التعامل مع القضايا العالمية بصفة عامة، وقضايا الشرق الأوسط الشائكة على نحو خاص· وإذا كان من غير المتوقع أن تضحي روسيا بمصالحها الثابتة سواء الاقتصادية أو السياسية مع الغرب، فإنها تريد أن تناور في المجال الدولي وتثبت قوتها من جديد· ويتعين على ''حماس'' أن تستغل الفرصة التي قدمها لها بوتين، وتتلقف اليد الممدودة من أجل دعم موقفها على الساحة الدولية وفك العزلة التي تحاول أميركا وإسرائيل أن تفرضاها عليها· ليس المطلوب من ''حماس'' أن تتنازل عن برنامجها الذي انتخبها الشعب الفلسطيني على أساسه في انتخابات نزيهة بشهادة الجميع· لذا فإن خطوة روسيا الجريئة هي ضربة لأميركا بقدر ما هي إحراج لبعض الحكومات العربية التي تبنت نفس الضغوط الغربية على ''حماس''· المطلوب من ''حماس'' في هذه اللحظة هو حسن قراءة الواقع الدولي والإقليمي، لكن من دون تقديم تنازلات أخرى لإسرائيل·
عماد عبدالرحيم- دبي