لتركز على الأسباب الحقيقية
في مقال ''سجال الرسوم: محاولة لتفسير ردود الفعل'' لكاتبه ''ويليام فاف'' والمنشور على صفحات ''وجهات نظر'' في عدد يوم أمس الاثنين، يحاول الكاتب تحليل ''العوامل الحقيقية'' الكامنة وراء اندلاع المظاهرات المنددة بالرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين في العالمين العربي والإسلامي، والتي تميزت أحياناً بالعنف والغلو، معتبراً أن نشر تلك الرسوم لم يكن سوى ''الشرارة'' التي فجرت الغضب المحتقن· وفيما يشبه التحليل النفسي، اعتبر الكاتب أن ردود الفعل تلك، والتي اتسمت بالقوة والعنف، إنما كانت في الواقع فرصة للشعوب للتعبير عن غضبها واستيائها من ''الاستغلال الأجنبي والتخلف والفقر وغياب التنمية'' أكثر مما كانت مناسبة للاحتجاج على نشر الرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين·
الواقع أن كلام ''فاف'' يوحي بأنه نسي (أو ربما تناسى) أن الاحتجاجات عمت جميع العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، وندد بها المسلمون حيثما وجدوا (حتى في العالم الغربي، بريطانيا، روسيا)، وبالتالي فهي لم تقتصر على العالم العربي أو منطقة الشرق الأوسط، والتي ركز عليها الكاتب تركيزا خاصا في محاولة منه إبراز أن الاحتجاجات جاءت في واقع الأمر للتعبير عن الشعور السائد بالإحباط والتذمر من الأوضاع الداخلية (الفقر، التخلف، إلخ)· فإلى جانب دمشق وبيروت وطهران، احتج المسلمون أيضا في داكار وكوالالامبور وموسكو ولندن وباريس وغيرها من العواصم الإسلامية والغربية· إن ما لا يفهمه الغربيون، والسيد ''فاف'' واحد منهم، هو أن المسلمين أصيبوا في مقدساتهم وشعروا بالمهانة بسبب تلك الرسوم· وإذ أؤكد أن العنف لا يصلح في التعبير عن الاحتجاج وتوصيل رؤية المسلمين للغرب، فإنني أدعو ''فاف'' إلى طرح تفسير واقعي لهذه الاحتجاجات، خاصة للقراء الأوروبيين والأميركيين·
يسين عطا- الشارقة