الهيمنة الأميركية هي المشكلة
في مقاله المنشور بـ''وجهات نظر'' يوم أمس السبت، يعيد توماس فريدمان الكلام نفسه عن ضرورة الحد من اعتماد الولايات المتحدة على نفط منطقة الشرق الأوسط· وبالطبع فإن ما يحرك فريدمان هي مصلحة بلاده بالدرجة الأولى قبل كل شيء· فهو لا يترك فرصة تمر دون الحديث عن إدمان أميركا للنفط وضرورة الاستثمار في الطاقة البديلة، وهو مطلب نفهمه لو لم يكن يشير في كل مرة إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها السبب الأوحد وراء غلاء أسعار النفط، وتأخر انتشار الديمقراطية التي تبشر بها أميركا· يدعو فريدمان أيضا الصين وروسيا والهند إلى التحالف مع أميركا بعدما فقد الأمل في أوروبا المريضة والهزيلة كي تلجم إيران وتحافظ على النظام العالمي الذي ساد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي· لكن أي عالم ذاك الذي يدعو فريدمان إلى الحفاظ عليه؟ أليس هو نفسه الذي قادنا إلى حروب لا حصر لها بقيادة أميركية؟ أليس هو ذلك العالم الذي تتربع فيه واشنطن على رأس الجميع وتقود العالم بأحادية منقطعة النظير؟
إن عالماً مثل ذلك الذي يريد فريدمان الحفاظ عليه لأجدر بالتقويض· وبدلا من توجيه الدعوة إلى الصين وروسيا لمساندة أميركا ومجاراتها في أوهامها الإمبراطورية، يتعين على كافة الدولة في العالم أن تتكاتف لمواجهة القطبية الأحادية الأميركية وإيجاد عالم متعدد الأقطاب تعيش تحت ظله كافة الدول الصغيرة والمستضعفة بما في ذلك الشرق الأوسط المغلوب على أمره·
إبراهيم بلحمانية- المغرب