يعاني المرء معاناة شديدة عندما يبحث عن أي شيء باللغة العربية على شبكة الإنترنت: معلومة عن شخص أو عن حدث أو حتى مقال معين أو دراسة محددة في حين أنه عند البحث عن نفس تلك الأشياء باللغة الإنجليزية نجد مئات الخيارات التي نقف أمامها حائرين لا ندري أيها نختار· ولقد قرأت في الآونة الأخيرة أن المحتوى العربي من النشر على الإنترنت لا يزيد عن 1 في المئة مقارنة بـ 68 في المئة للغة الإنجليزية· عندما نبحث عن شيء على شبكة المعلومات العالمية ولا نجده نحس بقهر شديد، وندرك كم نحن متخلفون·
ومعنى ذلك أننا قد أصبحنا في مؤخرة الصفوف في كل شيء: في المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، وفي مؤخرة الصفوف في البحوث والتطوير، وفي الترجمة وفي الإبداع العلمي· إننا لم نعد نملك إلا الصوت العالي والاحتجاج لأننا ببساطة قد أصبحنا محرومين من كافة مصادر القوة، التي تتيح للدول تبوؤ مكانة لائقة بين الأمم· ويجب على الدول العربية التي تقوم بإنفاق مبالغ طائلة على أمور غير ذات أهمية أن تهتم بالمعرفة، وتدرك أن المعرفة قد أصبحت مصدرا من مصادر القوة في هذا العصر الذي نعيش فيه أو الذي سنواجهه في المستقبل·· وإننا إذا لم نفعل ذلك الآن فسوف تفوتنا ثورة المعرفة والاتصالات، كما فاتتنا من قبل الثورة الصناعية الأولى والثانية وثورة الاليكترونيات·
جمال طنطاوي- الشارقة