ما أن نجحت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة حتى ظهر الغرب على حقيقته، وهي أنه لا تهمه الديمقراطية من عدمها وإنما يهمه الحفاظ على مصالح إسرائيل وضمان وجودها ووجود مصالحها على حساب الشعب الفلسطيني ودول المنطقة الأخرى· فحتى قبل الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات قام أكثر من طرف غربي بمطالبة حركة ''حماس'' بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وبأن تعلن بشكل واضح تخليها عن العمل وفق ما كانت تقول من ضرورة ''تدمير'' إسرائيل· ولكن الدول الغربية نفسها لم تطالب إيهود أولمرت في المقابل بوقف سياسة تصفية قيادات ''حماس'' ولا بإطلاق سراح مروان البرغوثي الذي هو أحد قادة ''فتح'' التاريخيين·
وما يبدو واضحا من سلوك الدول الغربية تجاه ''حماس'' وغيرها من الفصائل الفلسطينية هـو أن الديمقراطية مطلوبة غربياً، وأهلا وسهلاً بها في فلسطين، لكن بشرط واحد فقط هو ألا تجعل من لا يقبلون بكامل أطروحات إسرائيل ومطالبها يصلون إلى السلطة· وهذه النسبية الديمقراطية تسيء إلى الصورة التي يريد الغربيون الظهور بها باعتبارهم رسل إصلاح ودمقرطة في المنطقة، وأعتقد أن انكشاف مثل هذه الترهات الغربية بات في غير حاجة إلى دليل·
عادل زكي- أبوظبي