دشنت إسرائيل حملة دولية تروم عزل ''حركة المقاومة الإسلامية'' (حماس)، بدأتها بالعاصمة الأميركية واشنطن التي زارتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني· المسؤولة الإسرائيلية أعلنت خلال لقائها مع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس أنه ''من غير العادل مطالبة إسرائيل بتطبيق تعهداتها في الاتفاقيات، بينما الجانب الآخر لا يوافق حتى على حقنا في العيش''، في إشارة إلى قرار إسرائيل تجميد عائدات الضرائب الفلسطينية التي تقوم بجمعها مكان السلطة الفلسطينية·
وفي رأيي، فإن تصريح المسؤولة الإسرائيلية حق يراد به باطل· كيف؟ أعتقد أن أي دولة في العالم ما كانت لتقدم أموالا، (ولو مستحقة) إلى طرف ثانٍ يرفض الاعتراف بوجودها ويتوعد بالقضاء عليها· ولذلك فهو حق مشروع لكل دولة· ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد· ذلك أن من يستمع إلى كلام وزيرة الخارجية يعتقد بأن الأمر يتعلق بدولة مسالمة، محبة للسلام، لم تعتد على شعب، ولم تقم من الأساس على الاحتلال وفكرة الإحلال، وأن منظمات خارجية ''شريرة'' تناصبها العداء وتريد القضاء عليها دونما سبب! والحال أن إسرائيل دولة تمارس العدوان يوميا ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، ولا تتوانى عن اغتيال رجاله ونسائه وأطفاله وتدمير مدنه وقراه وحقوله··· وتاريخها يحفل بما لا يعد ولا يحصى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها في حق الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما، مما لا يتسـع المجـال لذكره هنا· وأمام تلك الحقائق، ليس مستغربا أن تحاول إسرائيل استغلال فوز ''حماس'' لتجعل منه فزاعة أخرى ضد الشعب الفلسطيني ولاستدرار التأييد الغربي، رغم أنه مضمون لها دونما حاجة لكل ذلك العناء!
سمير حمدو- الدار البيضاء