كل شيء ممكن وجائز في عراق اليوم، حتى أن محاولات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، التي طال انتظارها، شهدت أسلوباً جديداً في العمل السياسي، حيث لجأت بعض القيادات السياسية العراقية إلى أسلوب الدعوات والولائم، من أجل لم شمل كل الكيانات السياسية العراقية، ومحاولة إشراك البعض منها في الحكومة الجديدة، حيث عجزت هذه القيادات السياسية في الفترات السابقة، عن جمع أغلب الكيانات السياسية لتشكيل الحكومة، ولكنها نجحت الآن من خلال الولائم اليومية، والتي لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا! والتي لن تتوقف حتى إعلان تشكيل الحكومة الجديدة على ما يبدو· كل شيء جديد وغريب في عراق ما بعد الديكتاتورية، ومنها ابتكار أسلوب ''الولائم القيادية''، التي أصبحت تنتقل من بيت إلى بيت، بحيث يتنافس عليها المتنفذون من السياسيين العراقيين لجمع أكبر عدد ممكن من القيادات لإرضاء بعضها وإشراك البعض الآخر في الحكومة الجديدة·
العراق يمر بظروف بالغة الصعوبة والاستثنائية، لذلك يحتاج للعمل الجدي والحرص الوطني وحضور ومساهمة كل الطاقات والكفاءات الوطنية المخلصة، التي تفكر وتعمل بجد من أجل بناء الوطن واستقلاله واستقراره، لأن العراق ليس بحاجة إلى زعامات وقيادات تتحدث كثيراً من خلال وسائل الإعلام فقط، من دون أن تعمل بشكل جدي ويومي من أجل حل مشكلات العراق وأهله؛ فالوضع الأمني متدهور وهناك الفوضى وانتشار الجريمة المنظمة واتساع الفساد بكل أشكاله، ولا زالت عملية البناء والعمران تراوح في مكانها، ومن يزر العراق يعتقد أنه من أفقر بلدان العالم!··· كل هذا وغيره من القضايا المستعجلة والمهمات الآنية، لا تحرك القيادات السياسية، وخاصة زعامات القوائم الفائزة في الانتخابات النيابية، من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة، على أساس الكفاءة والإمكانية والمقدرة والنزاهة بعيداً عن الاختيار الحزبي الضيق والمجاملات السياسية· فمتى تعلن حكومة العراق الجديدة يا قادة العراق الجدد؟
حمزة الشمخي- كاتب عراقي