دعوا الفلسطينيين يختارون مستقبلهم
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الثلاثاء تطرق الكاتب والمحلل السياسي الأميركي جون هيوز لمسألة فوز ''حماس'' في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي والمفاجأة التي أحدثها هذا الفوز ليس فقط على الساحة السياسية الفلسطينية، بل أيضا ردود الأفعال التي توالت بهد ذلك سواء في إسرائيل، أو من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة· يعزى الحرج الذي تشعر به الولايات المتحدة إلى الطريقة التي ستتعامل بها مع ''حماس''· فهي من جهة تعتبرها ''منظمة إرهابية'' تسعى إلى تدمير إسرائيل كما هو وارد في ميثاقها التأسيسي، ومن جهة أخرى، هناك التزامات دولية اتجاه السلطة الفلسطينية يتعين بموجبها تقديم المساعدات المالية للسلطة من أجل استمرارها في الاضطلاع بمهامها·
وقد تضاربت التصريحات الغربية في هذا الإطار بين داعية إلى وقف المساعدات المالية، وهو ما يعتبر تجويعا للشعب الفلسطيني وعقاباً جماعياً، يهدف إلى عزل الشعب لا لشيء إلا لأنه عبر عن إرادته واختار من يثق فيه، وبين دول أخرى تدعو إلى التريث وعدم التسرع إلى غاية انجلاء موقف ''حماس'' وتشكيل الحكومة· لكن ''هيوز'' ينسى أن هذا التصويت إنما جاء في جزء كبير منه عقاباً للولايات المتحدة وانحيازها السافر لإسرائيل·
فطيلة الفترة السابقة التي أعقبت التوقيع على اتفاقات ''أوسلو''، وحتى بعد التوصل إلى اتفاق ''خريطة الطريق'' لم ير الفلسطينيون سوى التسويف الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي، حيث تبددت وعود الدولة المستقلة، عندما قام إرييل شارون بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة، وأظهر رغبته في الاحتفاظ بالضفة الغربية وتقطيع أوصال الدولة إلى كانتونات، لا تليق بدولة ذات سيادة· فلماذا لم تضغط أميركا على إسرائيل للالتزام بتعهداتها والتقيد بالشرعية الدولية؟ وكيف تطالب ''حماس''، وهي التي لا تملك سوى تجهيزات عسكرية محدودة، الاعتراف بدولة الاحتلال التي تملك أكثر من 200 رأس نووي؟
أيمن خلف- الشارقة'