لم يكن الإسلام في يوم من الأيام دين غلو أو عصبية عمياء، فالمسلم في قرارة نفسه الإيمانية وعقليته الإسلامية المتفتحة ينظر إلى كل تلك الأديان والرسالات السماوية المنزلة بأنها جميعها من رب العالمين إلهاً واحداً لا شريك ولا ندّ له، فلا مكان في قلوب المسلمين من تفرقة بين دين وآخر، فالمسلمون جميعاً يؤمنون إيماناً تامـاً بكل الأنبياء والرسل، فكلهم من صفوة الخلق فلا يجوز لأي شخص كائن من كان أن يتعدى عليهم بالفاحش والمسيء من القول· نحن المسلمين قد تعلمنا من ديننا الإسلام ومن نبينا عليه الصلاة والسلام أن نتخاطب مع الآخرين بشيء من العقل والمنطق السليم والأدب والاحترام في الحوار وابداء الرأي، وفق منهجية وقاعدة راسخة مع الطرف الآخر، دون قبيح من القول أو البهتان· هذا الحوار الذي يفتقده البعض في الغرب الآن عند تعاملاتهم مع الآخرين·
الإسلام وعلماؤه الأجلاء كان وما يزال لهم الفضل الكبير في إخراج أمم الغرب من ظلم العبودية والجهالة والقهر ومن تسلط رجال الدين، وفي انتشالهم من خضم تلك الفوضى والجهالة التي كانت تسود مجتمعاتهم في تلك العصور المظلمة، إلى أن رمى لهم علماء المسلمين بطوق النجاة لينتشلهم هذا الدين ورجاله المخلصون من التخلف·
جاءتهم العلوم الإسلامية، فكانت لهم المنقذ والمسعف من براثن الانكسار الثقافي والعلمي إلى عالم النور والمعرفة·
العالم الغربي اليوم أصبح متشعباً من الناحية المالية والعلمية لدرجة التخمة· وأخيراً، فإن هناك منهجية في حياتنا بأننا نحن المسلمين لم نتخذ من المادة والمال عبادة لنا من دون الله بعكس ذلك العالم الغربي الذي أصبح عبداً للمال وهذا هو الجوهر والفارق الذي يميزنا عنهم·
حمدان محمد- كلباء