لقد اجتاحت العالم موجة غضـب عارمة ضـد الصحف الأوروبية التي نشرت رسومات ساخـرة بالرسـول (صلى الله عليه وسلم)، مما تمخض عن تجربة إيمانيـة ليميز اللـه تعالى الخبيث من الطيب· غير أن الصحف الأوروبية تزداد تعنتاً وتكبراً عن تقديم اعتذارها· غير أن مثل هذه التمحيصات ينسلّ منها النور وينبثق منها الضياء كثيراً، فيأتي رد الفعل على غير ما يُتوقعُ، فلا يُستبعد دخول أعداد هائلة من أبناء هذه الدول الأوروبية في الإسـلام، بعد أن دوى اسم الرسول الكريم في جنبات تلك البلاد وصَخّ اسمه الآذان الصماء، ففتح نور اسمـِه القلوب، ليشع فيها ضياء الإسلام، وتخالط بشاشته أوتار القلوب·
لقد تعرض الرسولُ في حياته أكثر مما شهدناه في الآونة الأخيرة، لكنه صبر وعفا لتصل رسالته العظيمة للبشرية، ولم يضره في شخصه ما نال، بل زادت منزلته عند ربه وعنـد أمته· وأبهر غير المسلمين ذلك الصبر الجميل والجَلَد المنقطع النظير والذي لا يقوى عليه إلا صاحب رسالة صادقة وهِمّة عالية وعزم شديد، ولن يضره ما صُـوّب إليه من سهام طائشة·
سليمان العايدي- أبوظبي