إدارة بوش تُكرس إدمان النفط وحذارِ من قطع المساعدات عن الفلسطينيين
هل كرست إدارة بوش إدمان الولايات المتحدة للنفط؟ وماذا عن رسوم الصحف الأوروبية المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تصبح ''حماس'' شريكاً لإسرائيل في عملية السلام؟ وماذا عن حصاد 18 عاماً قضاها ''ألان جريسبان'' رئيساً للاحتياطي الفيدرالي الأميركي؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية·
تكريس إدمان النفط: ''أميركا مدمنة على النفط''··· هذه هي العبارة المحورية في خطاب الرئيس بوش عن ''حالة الاتحاد''، لكن في الحقيقة لم تكرس أية إدارة أميركية إدمان الأميركيين للنفط أكثر من إدارة الرئيس بوش، وكذلك الكونجرس الحالي الذي يهيمن عليه الجمهوريون''، هكذا استهلت ''واشنطن بوست'' افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أنه على رغم القانون الذي سعى الرئيس بوش لتمريره، والذي يقضي بتوفير الدعم للبحوث المتعلقة ببدائل النفط، كالفحم النظيف والإيثانول وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية، فإن هذا القانون يدعم قطاعات النفط والغاز بمليارات الدولارات، وأثناء مناقشة هذا القانون في الكونجرس، رفض البيت الأبيض إجراءات من شأنها الحد من إدمان الأميركيين للنفط، كإلزام المؤسسات بأن تكون مصادر الطاقة المتجددة جزءاً من إجمالي استهلاكها للطاقة، أو فرض معايير على كفاءة السيارات في استهلاك الوقود· أما ''كريستيان ساينس مونيتور''، فأشارت في افتتاحيتها ليوم الجمعة إلى أن الرئيس بوش ربط في خطابه بين أمن أميركا القومي وإدمانها للنفط؛ فالولايات المتحدة كونها أكبر مستهلك للنفط في العالم، عليها أن تخفض استهلاكها للخام، كي لا تستخدمه إيران ورقة ضغط للحصول على سلاح نووي، وكي لا تمول من خلاله (فنزويلا شافيز) والأنظمة المعادية لأميركا، وكي لا توظفه روسيا في الصراعات الاستراتيجية، وكي لا تواصل واشنطن إنفاق مليارات الدولارات لتأمين تدفق النفط إلى الولايات المتحدة، وربما هذا السبب هو الذي جعل بوش يضع هدفاً يتمثل في أنه بحلول عام 2025 يتعين على أميركا تخفيض وارداتها من نفط الشرق الأوسط بنسبة 75%·
أشكال عدم التسامح: تحت هذا العنوان نشرت ''بوسطن غلوب''، يوم السبت الماضي، افتتاحية، أشارت خلالها إلى أن حرية التعبير ليست هي القيمة الوحيدة في النزاع الذي تسببت فيه إحدى الصحف الدنماركية بنشرها رسوماً كاريكاتورية مهينة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فثمة قيم اللاتسامح والتجاهل والتعصب الديني· كما أن رفض كل معسكر الاعتراف بخصوصيات الآخر واحترامها أمر يقترب شيئاً فشيئاً من صراع حضارات يضع الإسلام في مواجهة الغرب· صحيح أنه من غير المقبول انتهاك حرية التعبير في بلد ديمقراطي تعددي، لكن قرار رئيس تحرير الصحيفة الدنماركية بنشر رسوم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليست صفعة ضد الرقابة على الصحافة بل إنها مزحة أولاد في المدارس، على حد الوصف الذي أطلقته مجلة ''الإيكونومست'' البريطانية· لا يجب الحد من حرية التعبير أو إضعافها، بيد أن هذه الحرية لابد من ضبطها وكبح جماحها، وهذا الكبح لا يجب أن يكون مصدره الخوف من سلطة أو حركة سياسية أو جهة مُعلنة· وإذا كان هناك إجماع على عدم نشر مواد صحفية تتسم بالعنصرية أو تحرض على العنف، فعلى الصحف الإحجام عن نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم باسم قيمة من قيم التنوير وهي التسامح؛ وبقدر ما أن مطالبة الدول الإسلامية الحكومات الأوروبية بمعاقبة صحفها على نشر هذه الرسوم، تعكس سوء فهم لطبيعة المجتمعات الحرة، فإن نشر الرسوم يعكس رفضاً عنيداً للقبول بالمعاني العميقة التي يحملها ما يزيد على مليار مسلم ضد أي رسوم تصويرية لنبيهم الكريم، وهذه كلها أسباب تمنع ''بوسطن غلوب'' من إعادة نشر هذه الرسوم على صفحاتها·
حماس في موقع القيادة: هكذا عنونت ''نيويورك تايمز'' افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، لتستنتج أن ''حماس'' بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية أصبحت جزءاً من السلطة الفلسطينية ذلك الجهاز البيروقراطي الذي طالما عارضته الحركة لفترة طويلة، لكن إذا لم توقف ''حماس'' هجماتها ضد الأهداف الإسرائيلية، فإن إسرائيل ستصعد ردود أفعالها، بالدرجة نفسها التي تلت انتفاضة عام ،2000 حيث اجتاح الجيش الإسرائيلي بعض المدن الفلسطينية· الصحيفة أفصحت عن أملها في أن تصبح ''حماس'' شريكاً لإسرائيل في المفاوضات، خاصة وأن الرئيس الفلسطيني لم يحقق وعوده بكبح العنف، كما أن حركة ''فتح'' غير قادرة على طرح مطالب على ''حماس''، ويبدو أن الرئيس الفلسطيني و''فتح'' يحاولان الإدلاء بتصريحات تود إسرائيل سماعها، لكن من الصعب عليهما ترجمة هذه التصريحات إلى أفعال، أي تحقيق الأمن الذي تسعى إليه إسرائيل· وفي هذه الحالة، تصبح ''حماس'' قادرة على ترجمة الأقوال إلى أفعال، لكن المشكلة هي رفض الحركة مجرد التفوه بهذه الأقوال· الصحيفة أثنت على تصريحات اللجنة الرباعية التي تضم أميركا وروسيا