إن كثيراً من الشباب المواطنين، خاصة صغار السن من الذكور، تستهويهم ظاهرة سباق السيارات في الشوارع العامة، ويقومون بممارستها عندما تحين لهم الفرصة بعيداً عن أعين شرطة المرور· وتنتج عن ذلك مآسٍ تصيب الشباب عندما تقع الحوادث المرورية المروعة، بالإضافة إلى الكلفة المالية التي تتحملها الدولة في علاج المصابين جراء حوادث المرور· فشركات التأمين، يبدو أنها غير ملزمة بعلاج من يصابون، وترمي عبء ذلك على الدولة، ناهيك عن العبء الاجتماعي الذي يتحمله المجتمع نتيجة فقدانه لأبنائه أو إعاقتهم·
إن أولياء الأمور يقع عليهم عبء كبير في التصدي لهذه الظاهرة واجتثاثها، إذ لابد لهم وأن يراقبوا أبناءهم لمنعهم من ممارسة هذا النشاط الخطر على حياتهم· وتبدأ مسؤولية أولياء الأمور من نقطة الانتباه إلى نوعية السيارة التي يقودها الأبناء شكلاً ومضموناً؛ فنوعية السيارة هي المؤشر الأول على أن الشاب اليافع تستهويه السباقات· لذلك فإن أولياء الأمور يستطيعون منع أبنائهم من شراء سيارات بعينها أو اللعب بسياراتهم عن طريق إدخال تحسينات عليها تحولها من سيارة عادية إلى أخرى مجهزة لخوض السباقات· إن السيارات المعدلة ليست غير قانونية وغير صالحة للسير في شوارع المدن فقط، ولكنها يمكن أن تتحول إلى أداة قتل في أية لحظة·
وبمراجعة أدبيات مرورية على شكل تقارير مرت بي لاحقاً، اتضح أن العديد من الحوادث المرورية التي تقع في بلادنا، سببها السرعة الزائدة الناجمة عن انخراط الشباب في سباق سيارات على الطرق العامة· وتشير تلك التقارير إلى أن المتسابقين غير مؤهلين للتعامل مع السيارات السريعة جداً التي يتم إدخال تعديلات عليها·
إن الهدف من كتابة هذا المقال هو الرغبة في دق ناقوس الخطر لأولياء الأمور، لذلك فإن من الضروري لفت انتباههم إلى أنهم يستطيعون ملاحظة بعض الأمور التي توصل خبراء ميكانيكا السيارات إلى أنها تشكل قائمة لمؤشرات خطرة تتسبب فيها ظاهرة سباق سيارات الشوارع العامة· إن أولياء الأمور يستطيعون مراقبة الآتي فيما يتعلق بسيارات أبنائهم من الشباب:
أولاً: السيارات المعدلة: يمكنك ملاحظة ما ينفقه ابنك على إضافة قوة أحصنة زائدة إلى محرك سيارته· ويتجلى ذلك من إضافة محفزات ''التيربو'' التي تزيد بطريقة جنونية من سرعة السيارة وقوة وطاقة محركها، أو تركيب عادم ضخم يسمح للمحرك بنفث ثاني أكسيد الكربون عدة أضعاف عن السيارات العادية أو تركيب كمبيوتر يعمل على تبديل ناقل الحركة بسرعة فائقة· فإذا ما لاحظ ولي الأمر شيئاً من ذلك، فإن عليه أن يسأل ابنه عن الهدف الذي يدفعه إلى القيام بذلك، وأين سيقود السيارة التي أصبحت سرعتها مضاعفة عدة مرات؟
ثانياً: يستطيع ولي الأمر اكتشاف أن السيارة ستستخدم في سباق الشوارع إذا ما دقق في إطاراتها، فإذا ما لاحظ أن الإطارات أدخلت عليها تعديلات غير عادية في أماكن معينة، فليعلم بأن الغرض من ذلك هو استخدامها في السباق·
ثالثاً: قم بفحص الصدامات الأمامية والخلفية لسيارة ابنك، فإذا لاحظت وجود خدوش وكدمات وشقوق عليها، فإن السبب في ذلك هو احتمال قيام ابنك بالتسابق بسيارته، فالسرعة الهائلة وعدم القدرة على السيطرة على السيارة تجعلها عرضة للكدمات والخدوش·
رابعاً: ابحث عن القضبان المقوية لجسم السيارة سواء كان ذلك تحت غطاء المحرك أو في الصندوق الخلفي· هذه القضبان المقوية يتم مدها من زوايا السيارة الأربع إلى أماكن محددة قرب غطاء المحرك أو الصندوق الخلفي للسيارة· ومن السهل رؤية هذه القضبان، فهي لابد وأن تثبت في أماكن بارزة، وهي تثبت لتقوية هيكل السيارة عند دورانها وهي تسير بسرعة كبيرة·
ولابد من تنبيه أولياء الأمور أيضاً إلى أن يكونوا مدركين بأن السيارات المعدلة ربما لا تقدم شركات التأمين على تعويض أصحابها عند وقوع الحوادث، فنظراً لوجود ثغرات في القوانين واللوائح المنظمة لقضايا التأمين على السيارات، فإن العديد من الشركات تستطيع خلق الأعذار للتهرب من مسؤوليتها تجاه أصحاب السيارات·
إن الجهات الاتحادية وإدارات المرور في الدولة مطالبة بأن تحد من سير السيارات المعدلة على الطرقات، وأن تعمل على عدم تجديد الترخيص لها إذا ما اكتشف فنيوها بأنه يوجد تغيير في مواصفاتها الأصلية·