أقل ما يمكن أن أصف به الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الأسباني خوسي لويس ثاباتيرو إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من قبل أسبانيا، هو أنها مستفزة وغير مقبولة، خصوصا وأن من قام بها ليس سوى الاشتراكي ثاباتيرو الذي له أصدقاء كثر في المغرب، والذي توقع كثيرون مع توليه رئاسة الحكومة الأسبانية قبل نحو عام من الآن، أن يعود الدفء إلى العلاقات بين البلدين، وهو ما تم بالفعل، وذلك بعد فترة الجمود بل والتوتر أحيانا اللذين ميزا العلاقات الثنائية في عهد سلفه رئيس الوزراء السابق خوسي ماريا أثنار·
وفي وقت تم فيه إنهاء الاحتلال وجلاؤه من أغلب مستعمرات العالم القديمة، تظل أسبانيا متمسكة باحتلالها لهاتين المدينتين المغربيتين، بل ترفض مجرد طرح هذا الموضوع ضمن أجندة الاجتماعات الثنائية· وواقع الحال أن التاريخ والجغرافيا يشهدان على احتلال سبتة (عام 1580) ومليلية (عام 1497) وهما الواقعتان شمال المغرب· أرى بأنه على أسبانيا أن تستخلص العبر من بريطانيا التي كانت في يوم من الأيام الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، والتي رغم تاريخها الكولونيالي الطويل أعادت هونغ كونغ إلى الصين بعد 99 عاما من الاحتلال، وكذلك فعلت البرتغال التي أعادت جزر ماكاو إلى أصحابها الشرعيين بعد قرون من الاحتلال· إن في الأمر درسا ينبغي على الأسبان أن يستوعبوه وهو أن الزمن لا ينسى الحقوق ولا يلغيها، وما ضاع حق وراءه طالب·
محمد البيضاوي- أستاذ جامعي