بمناسبة خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بوش ليلة الثلاثاء الماضي أرى -وهذا مجرد رأي- أنه قد غدا من الأفضل بالنسبة لمن يقومون بكتابة خطب الرئيس الأميركي أن يقوموا بإعادة تسمية هذا الخطاب لكي يصبح ''حال العالم'' وليس حال الاتحاد· فأميركا لم تعد معنية فقط بحالها وإنما أصبحت تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة في هذا العالم· وهناك نقطة أخرى لفتت انتباهي في ذلك الخطاب وهي تلك المتعلقة بمحور الشر· فأميركا الآن هي التي تحدد محاور الشر وهي التي تضم إليها من تشاء وتحذف منها من تشاء ويا ويل من تدرجه في محور شرها· وإدراج دولة أو نظام في هذا المحور ليست له علاقة بالطبيعة الشريرة لهذه الدولة أو تلك وإنما له علاقة بموقفها من المصالح الأميركية في المقام الأول· فالذي يهدد هذه المصالح يصبح شريرا ومن لا يهددها يصبح غير شرير· لا خلاف على أنه من حق كل دولة الاهتمام بمصالحها وأميركا بالذات وربما أكثر من أية دولة أخرى يجب أن تهتم بهذه المصالح لاعتبارات عديدة ليس هذا مجال ذكرها، ولكن يجب عليها عندما تقوم بذلك أي عندما تسعى إلى تحقيق مصالحها بصرف النظر عن أي اعتبار، أن تتوقف عن الحديث عن مسؤوليتها عن السلام والأمن العالمي لأن خطابها في هذه الحالة سيكون متناقضا ومتهافتا· وقد لوحظ في خطاب ''حالة الاتحاد'' هذا العام أن بوش قد حذف العراق من محور الشر ربما لأنه أطاح بالشرير الذي كان يحكم العراق وجاء بأناس آخرين -بصرف النظر عن الوسيلة التي جاءوا بها- يضمن ولاءهم ويعرف أنهم لن يفكروا في المساس بأميركا ولن يصيبوها بأي شر·· وذلك على الرغم من أن الوضع في العراق بشكل عام غير مستقر ولا يحقق ما وعدت به إدارة بوش·
صلاح عبد العزيز- أبوظبي