مرة أخرى تعود العمليات التفجيرية التي تستهدف المدنيين العراقيين العزل إلى الواجهة، هذه العمليات التي تحصد العشرات من الأبرياء لا لشيء سوى لأنهم وجدوا في مكان ووقت غير مناسبين· فبالأمس قام انتحاري بتفجير حزام ناسف وسط حشد من العمال العراقيين في بغداد، ما أسفر عن مقتل تسعة عراقيين وإصابة ثلاثين آخرين بجروح· وهنا تعود أسئلة إلى طرح نفسها بإلحاح: أي غاية ترومها هذه العمليات؟ وأية أياد خفية تحركها؟ ما لا يستطيع أي عاقل استيعابه هو زعم من يقومون بهذه الأعمال بأنهم ''مقاومون''، وبأنهم ينشدون ''الشهادة في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال''· فهل بقتل الأبرياء العزل نطرد الاحتلال؟ ثم إن لقوات الاحتلال قواعد وأماكن يعلمها القاصي والداني· وبالتالي فإذا كانت تسعى بالفعل إلى دحر المحتل، فلتكف عن إزهاق أرواح الأبرياء من دون وجه حق· لقد عانى العراقيون الكثير وضاقوا ذرعاً بحالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعم البلاد· واليوم فإنهم يتوقون إلى غد مشرق وأكثر أمنا· فلنساهم في ذلك جميعا·
رضا مسعود- العراق