في وقت لا يكاد ينتبه إلى معاناتهم أحد، يعاني عشرات الآلاف من الصوماليين بصمت من المجاعة وشبح الموت الذي يخيم على منطقتهم جراء الجفاف والقحط الذي ضرب بلادهم التي مزقتها الحرب لسنوات· مناطق شاسعة تعرضت في الصومال للجفاف، فغدت جرداء يكابد فيها الإنسان للبقاء على قيد الحياة· المحظوظون من الميسورين والأقوياء وجدوا السبيل إلى الإفلات من هذه الأوضاع المزرية، ولكن الضعفاء والمعوزين والشيوخ والعجزة والأطفال علقوا في انتظار القدر المحتوم ما لم يحرك أحد ساكنا·
ما ينبغي أن يشكل وصمة عار في جبين ''المجتمع الدولي'' هو تجاهله لهؤلاء المستضعفين في وقت تلجأ فيه بعض الدول الغنية إلى ثني مزارعيها عن زرع مناطق كبيرة حتى لا تفقد المحاصيل قيمتها في الأسواق· الأنكى والأدهى، هو ما يشبه التواطؤ من قبل وسائل الإعلام الدولية التي التفت القليل منها فقط إلى معاناة هؤلاء الصوماليين، ونقلتها إلى الرأي العام الدولي، في وقت تحرص فيه الكثير منها ولا تضيع فرصة واحدة لنقل المواضيع ''المثيرة'' التي تستقطب المشاهدين· فأين ذهبت إنسانيتهم؟
مصطفى الصنهاجي- المغرب