تسعى أميركا بكل جبروتها إلى أن تجعل من إسرائيل الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك السلاح النووي والمتفوقة فيه تماماً على سائر الدول الأخرى، فاسترضاء إسرائيل من جانب أميركا ومن لف لفها، أمر واضح جلي للعيان، ولا يحتاج أي توضيح أو تفسير، فالمسألة لم تعد خافية على أحد· وإذا كان مجلس الأمن الدولي غير قادر حتى الآن على تطبيق قراراته على إسرائيل، فإن ذلك يعني أن ثمة فجوة كبيرة في عملية تطبيق القانون الدولي على الدول، خاصة في مسألة حظر الانتشار النووي·
ويبدو أن القانون الدولي لا يتم تفعيل بنوده إلا فقط على الدول التي لا تدخل ضمن المنظومة الأميركية، أما ما عداها وكما أوضحنا، مثل إسرائيل، فالمجال فسيح ورحب لأن تفعل ما تشاء وتتمرد على العالم كيفما تريد، وكل الأبواب مشرعة ومفتوحة أمامها لأن تمتلك ما تشاء من أسلحة نووية وغير نووية·
ولكن يجب أن يكون هناك منطق حق وعدالة يجب أن يطبق بشيء من العدل والمساواة بين الجميع، وإلا فما فائدة كل هذه القوانين الدولية التي تتشدق بها دول الغرب وعلى رأسها أميركا طالما أنها لا تُطبق إلا على الدول الضعيفة فقط، فأي عدالة هذه التي نراها اليوم في عالمنا المعاصر، في ظل غض الطرف عن الصلف الإسرائيلي؟
حمدان محمد - كلباء