تل أبيب واستراتيجية الحل المنفرد
في مقاله ''هل يمهد كاديما للحل المنفرد؟'' المنشور بصفحات ''وجهات نظر'' ليوم الخميس 26 يناير الجاري، ناقش الكاتب الدكتور إبراهيم البحراوي ثلاث قراءات واحتمالات ممكنة للتصريحات الصادرة عن إيهود أولمرت رئيس حزب ''كاديما'' وخلف شارون كذلك في منصب رئيس الوزراء، وشاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي، فيما يتعلق باعتزام إسرائيل إعفاء نفسها من أي التزامات سابقة تجاه التفاوض مع الفلسطينيين و تنفيذ خريطة الطريق، فيما لو أصبحت حركة ''حماس'' طرفاً في السلطة الفلسطينية، جراء الانتخابات الجارية الآن، ما لم تتخل ''حماس'' عن أسلحتها وتلغ ميثاقها الذي يعتبر وجود إسرائيل باطلاً يجب إلغاؤه·
وعلى رغم تعدد القراءات والأهداف المرسومة لهذه التصريحات، إلا أن تحليل الكاتب استقر في نهاية الأمر -كما يشير العنوان نفسه- على ترجيح ميل حزب ''كاديما'' للحل الإسرائيلي أحادي الجانب للنزاع، بعيداً عن أي تفاوض مع الجانب الفلسطيني، سواء كان قائماً على ''خريطة الطريق'' أم غيرها· وهذا الترجيح مما يحسب للكاتب، لأن الحل الأحادي الجانب هو الأكثر تعبيراً عن الاستراتيجية الإسرائيلية الثابتة إزاء الفلسطينيين·
وحتى في حال حدوث أي تفاوض بين الجانبين، فإن هناك عنصرين رئيسيين في الاستراتيجية الإسرائيلية، يجعلان من احتمال التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع بينهما أمراً في غاية البعد والصعوبة في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب المنظور· ويتلخص هذان العنصران في تمسك إسرائيل المبدئي بخططها وسياساتهـا التوسعية في أراضي الضفـــة الغربية، بما فـــي ذلــك الأراضي الجديدة الواسعة التي يلتهمها الجدار الأمني العازل، الذي لن تتراجع تل أبيب عن المضي في بنائه على ما يبدو· أما العنصر الثاني فهو تمسك الاستراتيجية الإسرائيلية ببقاء مدينة القدس كاملة وغير مجتزأة تحت قبضتها واحتلالها· وأمام هاتين العقبتين تنهزم أية جهود للتوفيق بين طرفي النزاع وأي محاولة للدفع بهما نحو التسوية السلمية·
شرف الدين حامد حسين- الشارقة