تثير الانتخابات الفلسطينية التي بدأت أمس الأربعاء الكثير من الخواطر لدى البعض الذين قد يقومون بالربط بين الظواهر والأشياء التي تحدث في دول مختلفة في المنطقة· فالفترة التي سبقت تلك الانتخابات والتي شهدت محاولات مستمرة من منظمة حماس لتغيير الصورة الشائعة عنها من أنها منظمة متطرفة هدفها ليس فقط تحرير الأراضي المحتلة بل وتدمير إسرائيل أيضا قد تدفع البعض للتساؤل عن أسباب التحول الفجائي في خطاب المنظمة الذي وصل إلى حد تراجعها عن بعض المبادئ التي كانت تعتبرها في السابق من مبادئها الأساسية· هل هدف المنظمة من ذلك التحول هو الوصول إلى السلطة من خلال صناديق الانتخابات؟
من المؤكد أن الأمر كذلك ولكن من المؤكد أيضا أن أهدافها وما ستعمل على تحقيقه بعد وصولها إلى السلطة أو حتى احتلالها لمكانة مؤثرة في بنية السلطة هي أهداف خاصة بأجندتها المعروفة التي تحاول الآن التنصل منها وإخفاءها وهي أجندة دينية متشددة ستحاول فرضها فرضا على المجتمع الفلسطيني متسلحة هذه المرة بغطاء ديمقراطي -تماما كما فعل الإخوان المسلمون في مصر وحماس هي فرع الإخوان الفلسطيني كما هو معروف على الرغم من أن عملية ''الفرض'' هذه تتناقض مع جوهر الديمقراطية التي يعتبر الاختيار الحر أحد مبادئها الأساسية·
هاني ثروت- أبوظبي