المشكلة في التفسيرات الانتقائية
تحت عنوان ''التقدم في العالم الإسلامي··· وضرورة تمكين المرأة''، نشرت ''وجهات نظر'' يوم أمس الجمعة مقالاً للكاتب ''جون هيوز''، وبعد مطالعتي لهذا المقال، أود الإعراب عن اتفاقي مع الكاتب جون هيوز حين اعتبر في حديثه عن المرأة والإسلام أن ''المشكلة تكمن في التفسيرات الانتقائية والخلط بين التعاليم الدينية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الإسلامية''، ذلك أن العديد في نظري من مظاهر الحيف والجور التي تعاني منها النساء في البلاد الإسلامية إنما مردها لأسباب ترتبط بثقافة كل مجتمع وتقاليده· والأمثلة على ذلك كثيرة وعديدة منها منعهن من الحق في الدراسة بدعوى أن مصير المرأة الزواج· وكلها أمور تجد تفسيرها في العقليات والتقاليد السائدة· ولما كانت المجتمعات التي تحدث فيها هذه الأمور مسلمة، حرص البعض على ربط هذه المظاهر بالإسلام ربطاً، في حين أن الدين منها براء· ولكن ينبغي الإشارة كذلك إلى أن تضرر صورة المرأة في الإسلام يعزى أيضا في جزء منه إلى تفسيرات بعض الفقهاء ممن يفسرون الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تفسيراً حرفياً يغض الطرف عن جوهر النص وروحه، وبتجاهل للسياق الذي وردت فيه، غير آخذين بمقاصد الشريعة التي أساسها التيسير وليس التعسير· قد لا يتسع المجال هنا لإعطاء أمثلة على ذلك لكنني أكتفي بالإشارة إلى تحريم سفر المرأة من دون محرم كمثال·
صادق موسى- الشارقة