يصعب تكرار الطفرة النفطية
في مقاله ''النفط: فرصة تاريخية ثانية'' المنشور هنا يوم الخميس الماضي تحدث الدكتور علي محمد فخرو عما اعتبرها فرصة أخرى لا تعوض بارتفاع أسعار النفط بشكل كبير الآن لكي تستثمر الدول العربية النفطية في المستقبل من خلال إطلاق مشروعات اقتصادية طموحة وجادة ومن خلال مد يد المساعدة للدول العربية غير النفطية· غير أن ما أود لفت انتباه الكاتب الكريم إليه أن الدول الغربية لن تألو جهدا في إيقاف الارتفاع الحالي لأسعار النفط بأية وسيلة مما يعني أن الحديث عن طفرة نفطية نحن بصددها الآن ما زال سابقا لأوانه· فازدهار الاقتصادات الغربية معروف تاريخيا أنه لا يقوم إلا على حساب الشعوب الأخرى، ففي فترة الاستعمار تم بناء كل هذه العواصم الغربية بشوارعها الجميلة بجهد وعرق وخيرات الشعوب الواقعة تحت الاستعمار· وبعد الاستقلالات وانتهاء الاستعمار أصبح الاقتصاد الغربي قائما على بخس أثمان بضائع وصادرات الدول الأخرى، وأنا على يقين من أن النفط لو كان الغرب هو من ينتجه لباعه للدول النامية بمئات الدولارات للبرميل الواحد· ولو قارنا أسعار المنتوجات الصناعية الغربية كالطائرات والسيارات وغيرها، والطريقة التي يسعِّرونها بها، مع المنتجات التي تصدرها الدول النامية لوجدنا تغولاً غربياً في الأسعار بشكل كبير· وعلى العموم فإن الغرب سيسعى للضغط على منظمة ''أوبك'' بكل الوسائل الممكنة حتى تضخ في السوق ملايين البراميل وبعد ذلك ستنخفض الأسعار· كما أن بدائل النفط التي كثر الحديث عنها ما زالت تنال اهتماما كبيرا من الدول الغربية ويخشى أن تتمكن من خلالها من الاستغناء عن النفط ومن ثم تتعرض الاقتصادات العربية لضربة لا أحد يعرف نتائجها·
عادل محمود- الشارقة