لا فرق بين شارون وخلفه
نشرت وجهات نظر يوم أمس الخميس مقالا للدكتور إبراهيم البحراوي تحت عنوان ''خلفاء شارون وحركة حماس'' تحدث فيه عن بعض تداعيات اختفاء شارون من الساحة السياسية على مستوى تعاطي إسرائيل مع الحركة، مبرزا بشكل خاص بعض المؤشرات الأخيرة التي سجلت وأشارت إلى إمكانية تغيير الزعماء الإسرائيليين موقفهم من حماس، كما أشارت أيضا وإن بدرجة أقل من الوضوح إلى استعداد الحركة نفسها للتكيف مع استحقاقات تحولها إلى فصيل سياسي يريد أن يكون له حظ في السلطة· وما أود إضافته ضمن هذا التعقيب هو أن الملاحِظ لا يجد فرقا بين شارون وبين الوجوه السياسية المرشحة الآن لخلافته، فكلهم ''شارونات'' بطرق مختلفة· ولو ضربنا مثلا بأولمرت الذي يتولى الآن بالنيابة منصب شارون فإنه يعتبر من عتاة أنصار الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية· ونفس الشيء يصدق على بنيامين نتانياهو، وبيريتس وغيرهما·
والحقيقة أن عقدة العقد في الصراع العربي الصهيوني هي المواقف الأميركية المؤيدة دون تحفظ لإسرائيل، فما دام الساسة الإسرائيليون يشعرون بأنهم فوق القانون الدولي وأنه لا حسيب ولا رقيب على تصرفاتهم وأن ''الفيتو'' الأميركي في مجلس الأمن هو تحت تصرفهم فلا أمل في أن يغيروا موقفهم من حماس ولا من فتح ولا أي فصيل فلسطيني آخر· وأعتقد أن على الأطراف المعنية بالصراع أن تشجع حماس على تبني الخيار السلمي ونبذ العنف من طرفها أما الإسرائيليون فلا أمل في أنهم سينبذون العنف والإرهاب طالما أنهم فوق القانون الدولي، وطالما أن أشد الكوابيس التي يشيعونها في المنطقة محمية بمظلة القوى العظمى، وطالما أن أشد أحلامهم الإمبراطورية التوسعية جنونا يتعامل معها في واشنطن باعتبارها أوامر، من هذه العين قبل تلك·
عثمان سعيد- دبي