إسرائيل ما بعد شارون
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الثلاثاء تطرق الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي باسكال بونيفاس إلى موضوع الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ومستقبل حزب كاديما في ظل غياب مؤسسه عن الساحة السياسية الإسرائيلية· لاشك أن تواري شارون خلف الستار وخروجه من الملعب السياسي إثر الوعكة الصحية الخطيرة التي ألمت به أثرا إلى حدما في الحراك السياسي الذي كان قد أطلقه في المجتمع الإسرائيلي بعد إقدامه على الانشقاق عن حزب الليكود وتأسيس حزب يحظى بدعم كبير من جانب الشارع الإسرائيلي· وربما يكون ذلك الدعم الذي أكدته استطلاعات الرأي هو نقطة قوة حزب كاديما· فرغم ارتباطه بشخص شارون من حيث المبادرة والتأسيس، إلا أنه يعبر عن مزاج سياسي صار منتشرا لدى الإسرائيليين في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد عملية الانسحاب من قطاع غزة التي أظهرت إمكانية الانفصال عن الفلسطينيين دون التقيد بالتزامات إضافية، فضلا عن الرغبة في الخروج من دائرة العنف والتفجيرات بعد خمس سنوات من الانتفاضة· وقد رأينا أنه حتى بعد اختفاء شارون مازال الحزب يحظى بدعم الإسرائيليين من خلال نتائج استطلاعات الرأي التي تتوقع حصوله على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المقبلة· لكن باسكال بونيفاس يربط بين نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستعقد في الشهر الجاري والانتخابات الإسرائيلية· فمن وجهة نظره سيؤدي فوز ''حماس'' ودخول أعضائها إلى المجلس التشريعي الفلسطيني إلى تأجيج المخاوف لدى الشارع الإسرائيلي الذي سيجد نفسه مدفوعا للتصويت لصالح الخط المتشدد الذي يمثله بنيامين نتانياهو· وبالعكس من ذلك سيقود فوز حركة ''فتح'' بأغلبية المقاعد إلى دعم حظوظ المرشحين الآخرين وهما إيهود أولمرت وعمير بيريتس· غير أن ما ينساه الكاتب هو أن تصويت الشعب الفلسطيني لصالح ''حماس'' إنما يعكس قبل كل شيء عدم ثقة الناخب في الضفة الغربية وقطاع غزة في الوعود الإسرائيلية التي كثيرا ما تبقى حبرا على ورق، بالإضافة إلى مصاعب السلطة الفلسطينية في تركيبتها الحالية·
علي عبدالحميد- دبي