تعقيدات في أزمة إيران النووية وشراكة اقتصادية صينية-أفريقية
ما هي التعقيدات التي تعتري الأزمة النووية الإيرانية؟ وماذا عن آفاق الصناعات النووية الروسية؟ وإلى أي مدى وصل التعاون الاقتصادي بين الصين وأفريقيا؟ وكيف ترد طوكيو على المزاعم المتعلقة بتنامي النعرة القومية في اليابان؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية·
تعقيدات الأزمة الإيرانية: اختارت ''كاثميرن'' اليونانية عبارة ''تصعيد خطير'' عنواناً لافتتاحيتها يوم السبت الماضي، مشيرة إلى أن قرار إيران استئناف بحوث تخصيب اليورانيوم سيؤدي إلى توتير العلاقات بين طهران والغرب· صحيح أن الاتحاد الأوروبي قد انتقد الخطوة الإيرانية، لكن من الناحية الجيوسياسية لا توجد لدى أوروبا الموحدة والحكومات الغربية عموماً رغبة في تصعيد الأزمة وتأجيج صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التهديدات الإرهابية وعدم استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعراق وأفغانستان· ومن الناحية الاقتصادية فإن إيران منتج رئيسي للنفط، ومن ثم يحظى هذا البلد بأهمية لدى البلدان الأوروبية التي تعاني من نقص مصادر الطاقة، لاسيما في وقت ترتفع فيه الأسعار ويتنامى فيه الطلب على الخام· وحسب الصحيفة، فإن اليونان كعضو في الاتحاد الأوروبي وكبلد قريب جداً من الشرق الأوسط، يدرك تعقيدات وتناقضات الأزمة الإيرانية، ومن ثم يجد مبررات لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية، لاسيما وأن الخيار العسكري الذي استخدم في العراق أثبت أنه يسفر عن عواقب لا يمكن التنبؤ بها·
روسيا والطاقة النووية: تحت عنوان ''الصناعات النووية ستضع روسيا على قمة النظام العالمي''، خصص ''سيرغيو مالينن'' مقاله المنشور في ''البرافدا'' الروسية يوم الأربعاء الماضي، ليستنتج أن النظام الاقتصادي العالمي سينهار في حال نفدت موارد الطاقة الهيدروكربونية، في إشارة إلى النفط والغاز الطبيعي·''مالينن'' لفت الانتباه إلى أن مكانة روسيا الحالية كمنتج رئيسي للنفط منعت دور أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق من الاستهانة بروسيا· لكن مكانة روسيا النفطية لا تكفي لمنح موسكو دور القوة العظمى في مجال الطاقة، لاسيما وأن روسيا خفضت في السنوات الأخيرة من إنتاج الطاقة بواسطة المفاعلات النووية، مما دعا إلى تغييرات مهمة في وزارة الطاقة النووية الروسية· هذه الوزارة يترأسها الآن السياسي الشهير ورئيس الورزاء الروسي الأسبق ''سيرغيو كيريينكو''·
''مالينن'' أجرى حواراً مع ''كيريو كرونكوف'' أحد المسؤولين عن صياغة وثيقة تتعلق بـ''العقيدة النووية الروسية''، والذي يرى أن موسكو لديها استراتيجية لتطوير قطاع الصناعات النووية الروسي خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وضمن هذا الإطار، فإنه بحلول عام ،2020 ستتم مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية المستخرجة من المفاعلات النووية إلى الضعف في روسيا· وبمقدور موسكو، حسب ''العقيدة النووية'' المشار إليها آنفاً، أن تصبح القوة العظمى رقم واحد في مجال الطاقة، من خلال التطوير المكثف لصناعتها النووية، ويمكن تدشين شركة روسية ضخمة في مجال إنتاج الطاقة النووية بحجم شركة ''غازبروم'' النفطية أو شركة ''ويستنجهاوس'' الأميركية·
الشراكة الأفريقية-الصينية: في مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة ''ذي تشينا ديلي'' الصينية، سلط ''ماهمت آدم'' الضوء على تنامي العلاقات التجارية بين الدول الأفريقية والصين· الكاتب، وهو مدير إحدى الشركات المتخصصة في التجارة والاستثمار الصيني- الأفريقي، والتي تتخذ من بكين مقراً لها، أشار إلى أن العلاقات الصينية- الأفريقية تنامت خلال السنوات الأخيرة، وهي علاقات تقوم على تطوير التعاون الاقتصادي بين الجانبين في مجالات الاستثمار والتجارة والتعاون في القضايا الدولية وتوفير العون الاقتصادي للقارة السمراء· وحسب الكاتب، فإن حجم التجارة الصينية- الأفريقية قد وصل عام 2004 إلى 29,5 مليار دولار وذلك بعد أن كان 19 مليارا عام 2003 أي أن حجم التجارة البينية يتزايد بمعدلات سنوية قدرها 58,9%، ويتوقع خبراء اقتصاد صينيون أنه خلال السنوات الخمس المقبلة سيصل الحجم السنوي للتجارة الأفريقية- الصينية إلى 100 مليار دولار، ناهيك عن وجود رحلات جوية يومية منتظمة بين المدن الصينية الرئيسية وكبريات المدن الأفريقية· وثمة فرص كثيرة للصينيين كي يستثمروا في أفريقيا، خاصة وأن دول القارة تتمتع بثروات تعدينية يمكن استكشافها خاصة في مجال النفط، إضافة إلى آفاق الاستثمار الزراعي·
''خرافة تنامي النعرة القومية في اليابان'': هكذا عنون ''ميتسوري كيتانو'' مقاله يوم الخميس الماضي في ''انترناشونال هيرالدتريبيون'' ليدحض بعض المزاعم المتعلقة بسوء علاقات اليابان بكوريا الجنوبية والصين، وأيضاً ما يثار حول اتجاه طوكيو نحو العسكرة· الكاتب وهو مسؤول العلاقات العامة بسفارة اليابان لدى الولايات المتحدة يرى أنه على الرغم من التقارير الإعلامية التي تشير إلى تنامي العداء للكوريي