تأتي عملية استحداث خدمة إصدار التأشيرات السياحية في مطار أبوظبي الدولي، خلال ساعة واحدة من تقديم الطلبات بالنسبة للشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة، في إطار الجهود المكثفة التي تشهدها أبوظبي حاليا لإحداث طفرة سياحية كبرى، تقودها هيئة أبوظبي للسياحة مستفيدة من القوانين والمراسيم التي صدرت مؤخراً والمعنية بتنظيم قطاع السياحة· لقد بدأت بالفعل تظهر ملامح هذه الطفرة السياحية بوضوح، مع بروز العديد من المشاريع السياحية التي أطلقتها نخبة من الشركات الكبرى، مستفيدة من العديد من المقومات الأساسية التي تمتلكها أبوظبي، لكي تحتل مكانة متميزة على خريطة السياحة الخليجية والعربية· ومؤخراً بات يُنظر إلى القطاع السياحي على أنه أحد قطبي استراتيجية تنويع القاعدة الاقتصادية، بجانب القطاع الصناعي· إلا أنه رغم هذه الإمكانيات الضخمة والسياسات الحكومية الداعمة لهذا القطاع فإن المحصلة ما زالت دون المرتقب والمأمول، في ظل غياب خطط وسياسات وبرامج إعلامية سياحية فاعلة تسوق للسياحة المحلية بشكل يبعث على الثقة في قدرة هذا القطاع على لعب دور مركزي في الاقتصاد الوطني مستقبلاً·
هناك مؤشرات عديدة على أن السياحة الداخلية يمكن أن تكون نشطة، فبمجرد أن تفتح الصحيفة ترى الفنادق تقدّم عروضا للإقامة، والمراكز التجارية تعلن عن مهرجانات ترفيهية وبرامج تحاول من خلالها جذب السائح المحلي، الذي ما زال يفضّل السياحة الخارجية، في ظل تكثيف الدعاية للسياحة الخارجية مع التهميش والغياب شبه الكاملين عن إبراز إمكانيات السياحة الداخلية، في وقت تتجه الإمارة بقوة إلى فتح أسواقها السياحية وتنشيط قطاعات السياحة والاستثمارات العقارية وذلك من خلال المشاريع العملاقة التي أنجزتها ويجري العمل على إنجازها حاليا· وبحسب إحصاءات حديثة تشير إلى أن إجمالي إنفاق مواطني ومقيمي دولة الإمارات على السياحة الخارجية يقارب 20 مليار درهم في العام، بينما لا تحقق السياحة الداخلية إلا نسبة ضئيلة لا تتناسب مع الإمكانات والجهود المبذولة في تطوير قطاع السياحة·
إن الترويج السياحي يمثل عنصراً حاسماً في نجاح جهود السياحة المحلية، حيث لا فائدة من الجهود الجبارة والتسهيلات الضخمة المتوافرة للسياح والسياحة محلياً إذا لم يتم الترويج لها بشكل جيد ومتخصص· والمطلوب تحسين المقدرة التنافسية للسياحة وتنظيم حملات ترويجية مدروسة لتنمية السياحة الداخلية، وهما شرطان ضروريان لجذب العائلات المحلية والخليجية إلى السياحة الداخلية· وتكمن مشكلة إقبال المواطنين والمقيمين على السياحة الخارجية في عدم وجود وسائل جذب تبدل خياراتهم نحو السياحة الداخلية، فطرق الترويج وأساليب تقديم خدمات للسياح هي مكمن الخلل، وابتكار أدوات تنظيمية جيدة وجديدة لتعزيز السياحة الداخلية خير وسيلة لإصلاح هذا الخلل، فالسائح يحتاج إلى تهيئة المناخ من خلال تكثيف الحملات الإعلانية ومن خلال تقديم عروض تنافسية مع الدول التي لها باع في هذا المجال· ولاشك أن تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي هو حجر الزاوية في تطوير السياحة وتأهيلها بالمرافق والتسهيلات الجاذبة للسياحة، كما أن اللوائح والقوانين الميسرة والجاذبة للاستثمار السياحي لا تقل أهمية·
عن نشرة أخبار الساعة
الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
www.ecssr.ac.ae