بعد طول غياب، يطل علينا الرجل الثاني في تنظيم ''القاعدة'' الإرهابي، من إحدى القنوات الفضائية، ولكن ليس ليهدد دولاً هذه المرة، وإنما ليعلن ''الانتصار في العراق'' بدعوى أن القوات الأميركية باتت تعد العدة للانسحاب من بلاد الرافدين، والفضل في ذلك يعود حسب كلامه إلى ''أعمال المقاومة''· وإذا كان أكيدا أن الولايات المتحدة بلد محتل أنزل قواته ببلد ذي سيادة، وعليه الانسحاب الكامل في أقرب الآجال إن كانت واشنطن تقيم حقا وزنا للقوانين والمواثيق الدولية، فإن كلام ''المجاهد'' الظواهري يبدو أنه يغفل حقيقة أن واشنطن لن تسحب سوى جزء صغير من قواتها في العراق، في مناورة سياسية من جورج بوش لإسكات بعض الأصوات الداخلية المنادية بسحب الجنود الأميركيين، وخدمة لمصالح حزبه الجمهوري في أفق انتخابات الكونغرس المقبلة· أيسمي هذا انتصارا؟ أم أن إطلالته علينا هذه المرة تدخل في إطار حملة دعائية لتنظيمه بعد أن قل الحديث عنه في وسائل الإعلام؟
ثم متى كان القتل العشوائي والأعمى جهاداً؟ ألم ينهَ ديننا الحنيف عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء وحرق الزرع والشجر أوقات الحرب؟ لم نعد نشاهد في نشرات الأخبار هذه الأيام سوى العراقيين العزل يسقطون في ''أعمال المقاومة'' التي يتحدث عنها الظواهري·
محمد أمين- عجمان