أميركا حائرة في مسألة الطاقة
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الأحد تطرق الكاتب والمحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان إلى موضوع بات يشغل بال الرأي العام الأميركي، فضلا عن نخبه السياسية والاقتصادية· الأمر يتعلق بالسياسة الأميركية في مجال الطاقة التي أسالت الكثير من المداد في الآونة الأخيرة على خلفية ارتفاع أسعار النفط من جهة، وتراجع حجم الاحتياطي الأميركي من النفط من جهة أخرى· ومعروف أن أميركا تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث استهلاك الطاقة نظرا لحاجة اقتصادها المتزايدة إلى الوقود· لذا ليس غريباً أن يأتي مقال فريدمان حاداً في نبرته منتقداً سياسات بوش ونائبه تشيني فيما يخص استهلاك الطاقة واعتماد الولايات المتحدة في تلبية حاجاتها على النفط الأجنبي، خصوصاً في ظل غياب استراتيجية أميركية واضحة للتعامل مع هذا الموضوع· ويقرن فريدمان بين الاستهلاك الأميركي المفرط للنفط وبين دعم الأنظمة غير الديمقراطية في بعض البلدان مشيراً إلى إيران والسودان وبوليفيا ثم روسيا· ففي نظر الكاتب تقوم تلك البلدان باستثمار الريع النفطي ليس في تنمية قدرات شعوبها، وتحقيق التنمية البشرية، بل تستثمره في شراء الأصوات المعارضة وترهيب الخصوم السياسيين من أجل ضمان الاستمرار على رأس السلطة، وهو ما يناقض بشكل واضح الأهداف الأميركية في نشر الديمقراطية في العالم وتعزيزها· كما يقارن فريدمان بين تلك الدول وبين دول فقيرة من حيث الموارد، لكنها استطاعت تحقيق نهضة تنموية شاملة قفزت بها من الفقر والتخلف إلى الازدهار والرخاء الاقتصادي كما تشهد على ذلك النمور الآسيوية· وكعادة فريدمان لم يمر مقاله دون إدخال عبارة جديدة إلى القاموس والمتمثلة في ''بتروليزم'' التي تعني مجموع الممارسات الشمولية التي تبرز في الدول النفطية نتيجة سوء استعمال العائدات النفطية وعدم استثمارها على نحو صحيح·
إبراهيم بلحمانية- المغرب