انشغلت بعض قيادات القوائم الفائزة في الانتخابات العراقية، والتي أجريت في 15 ديسمبر الماضي بترتيب أوضاعها استعدادا لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومن المفترض أن تحل مكان الحكومة العراقية الحالية برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي، والتي أخفقت في تنفيذ برنامجها الحكومي، وفي أغلب المجالات، وخاصة في مجال توفير الخدمات الضرورية للإنسان العراقي، وعودة الأمن والاستقرار للبلد···الخ، من الالتزامات والتعهدات، التي تم طرحها في بداية تشكيل حكومة المحاصصة العراقية الحالية·
وعلى ما يبدو أن قيادات هذه القوائم، لا تريد أن تسمع أصواتنا، ولا تريد أن تستفيد من التجربة الفاشلة للمحاصصات الطائفية في تشكيل الحكومة العراقية، حيث إنها وللأسف الشديد، لا زالت تصر على السير بنفس الدرب الطائفي، وترسيخه في الحياة السياسية العراقية، باعتباره انعكاسا لواقع المجتمع العراقي كما يصورونه من خلال تصريحاتهم السياسية والإعلامية، التي تجعل منه واقعا مفروضا بالرغم من الرفض الشعبي لكل أشكال الطائفية·
وبالرغم من كل الاعتراضات على الخروقات والتجاوزات التي شابت الانتخابات العراقية الأخيرة، فإن البعض يسعى من خلال الأحزاب والقوى السياسية العراقية الفائزة، إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لا على أساس الكفاءة والقدرة والإمكانية والخبرة، بل على أساس التقسيم الطائفي بطرفيه المذهبي والقومي، باعتبار أن قائمة الائتلاف العراقي الموحد قد حققت النصر الساحق كالمرة السابقة، وتليها بعد ذلك قائمة التحالف الكردستاني· وعلى هذا الأساس الطائفي، يريد البعض أن تتشكل الحكومة العراقية الجديدة، من دون إشراك القوائم الفائزة الأخرى كما حصل أثناء تشكيل الحكومة الحالية، حيث تم استبعاد أو إلغاء دور الكثير من الكفاءات والطاقات والخبرات والاستعانة بشخصيات عراقية على الأساس السياسي والحزبي فقط لا غير، لتحل محل من يستحق أن يكون في مكانه المناسب ليخدم ويقدم للعراق وللعراقيين بشكل أفضل· فعلى المخلصين من أبناء شعبنا وأحزابهم وقواهم ومنظماتهم الوطنية العراقية، أن يقفوا اليوم بوجه كل أشكال المحاصصات المذهبية والقومية والمناطقية، لأن التنوع العراقي بمكوناته وأطيافه المختلفة، يجب ألا يسمح لمثل هذه المحاصصات أن تسود في التشكيل الحكومي أو في المجالات الأخرى·
وعلى الجميع أن يرفعوا أصواتهم بوضوح تام، لكي يسمعوا كلمتهم العراقية، لأصحاب هذا النهج الطائفي الضار بوحدة العراق الوطنية ولحمته الأخوية الراسخة منذ مئات السنين·
حمزة الشمخي- كاتب عراقي