مرت سنة 2005 بما فيها من مآسٍ وكوارث، منها كوارث طبيعية ومنها ما هو من صنع البشر· أما الطبيعية فكثيرة وعديدة في العام المنصرم، منها كارثة ''تسونامي'' وكوارث الزلزال وكوارث الطائرات والسيارات والقطارات وما شابه ذلك، وراح ضحيتها مئات بل مئات الآلاف، فهذه كوارث لا حيلة للإنسان للوقوف في وجهها، فهي من صنع الخالق·
أما الكارثة الأدهى والأمر، فهي كارثة الشعب العراقي التي يروح ضحيتها العشرات يومياً، فهذه الكارثة من صنع البشر والعالم يتفرج كأن هذه الكارثة لا تعني له شيئاً· فأميركا هي المُحتل، لذلك الكل صامت ويتفرج كأنه يشاهد ويتفرج على سينما أو مسلسل مكسيكي تمتد حلقاته بالمئات· لذلك لا أحد يتوقع انتهاء هذا المسلسل، لأن المؤلف والمخرج ينتهجان طريقة واحدة ألا وهي الطريقة الأميركية، فينقلانك من مشهد إلى آخر، لأن المتفرجين يحبون التشويق والإثارة، بما فيها من مشاهد دموية واللون الأحمر الطاغي على الشاشة· المخرج ينقلك من مكان لآخر، ويمكن أن ينقلك إلى أماكن أخرى لا تتوقعها، وإذا لم يكن هناك تشويق، فلا يضر أن ينقلك إلى مكان آخر، فالإغراء موجود والعائد كبير ويشجع على الاستمرار في إنتاج المزيد من الحلقات ومزيد من المشاهد التي يدمى له القلب· فالصبر يا مشاهدين فالآتي أكثر تشويقاً!
وكل عام وأنتم بخيـر
هلال سلطان الريامي- أبوظبي