لا جديد في إسرائيل
في مقاله المنشور في هذه الصفحات تحت عنوان ''جلطة شارون وجلطة ليكود!'' تعرض الكاتب د· إبراهيم البحراوي لما اعتبره تحولات جسيمة تشهدها إسرائيل حيث انتقل بالحديث من العارض الصحي الذي تعرض له رئيس الحكومة شارون إلى الحديث عن التفكك الواسع الذي شهده حزب ليكود اليميني المتطرف، والذي بدأ بانشقاق شارون عنه، وما تبع ذلك من انشقاقات وتجاذبات لاحقة بلغت ذروتها بالصراع على زعامة الحزب اليميني المتطرف الذي انتهى أخيرا بانتخاب بنيامين نتنياهو زعيماً له·
وما أود إضافته في هذا التعقيب هو أن الحياة السياسية الإسرائيلية على رغم تمزقاتها وصراعاتها الدونكيشوتية إلا أن الثوابت والمشتركات بين القادة الإسرائيليين والأحزاب المختلفة في الدولة العبرية أكثر بكثير مما نتصور· فالجميع متفقون على احتلال الأراضي الفلسطينية، والجميع مع توسيع الاستيطان، والجميع يريدون القدس ''عاصمة أبدية لإسرائيل''، إلى آخره· ولذا أرجو ألا ينخدع كتابنا في حقيقة ما يجري في إسرائيل، فالدكتور البحراوي بدا كأنه مقتنع بان شارون تحول بقدرة قادر إلى مناضل شرس لفرض السلام على ليكود، وعلى غلاة المستوطنين، ومن أجل ذلك يقوم بكل هذه المناورات السياسية والحزبية البهلوانية· والحقيقة أن شارون هو شارون نفسه المتطرف عرَّاب الاحتلال والاستيطان والذي أدى بزيارته الاستفزازية إلى المسجد الأقصى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية ''انتفاضة الأقصى''، ولذا لزم الانتباه والاحتراس وعدم الإفراط في التفاؤل، لأنه لا جديد تحت الشمس في الدولة الصهيونية·
عمار أبو لبيدة- غزة