ضغوط على الديمقراطية الفلسطينية··· والمفاعلات النووية خيار خاطئ للهند
الديمقراطية الفلسطينية تواجه ضغوطاً خارجية، والمفاعلات النووية لن تحُل أزمة الطاقة في الهند، وسياسات بوش تُحجّم النفوذ الأميركي على الصعيد العالمي، ومنطقة جنوب آسيا تعاني من نقص الغذاء··· موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية·
ü مفترق طرق: تحت عنوان ''العملية الديمقراطية تضع السياسات الفلسطينية على مفترق طرق''، كتب ''رمزي بارود'' مقالاً يوم الأربعاء الماضي في ''جابان تايمز'' اليابانية، استنتج خلاله أنه في الوقت الذي تحاول فيه ''حماس'' تقديم نفسها للرأي العام الفلسطيني كنموذج للانضباط وتحمل المسؤولية الوطنية، وفي الوقت الذي حققت فيه الحركة مكاسب في الانتخابات البلدية على حساب ''فتح'' خاصة في ثلاث مدن فلسطينية بالضفة الغربية، ثمة تصدع داخل ''فتح''؛ فقبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 25 يناير المقبل، قرر أنصار القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي -المنتمي لحركة فتح- دخول هذه الانتخابات بقائمة جديدة لكن ضمن حزب جيد أسموه بـ''المستقبل''، ولكن غير أنصار البرغوثي مواقفهم وقبلوا بدخول الانتخابات بقائمة موحدة مع فتح · ''بارود''، وهو مدرس الإعلام في إحدى الجامعات الأسترالية، يرى أن التصدع الذي تتعرض له ''فتح''، أو الطلاق بين ''الحرس القديم والجديد''، يثير مخاوف حول احتمال فوز ''حماس'' في الانتخابات، ما جعل مجلس النواب الأميركي يهدد بقطع المعونات للسلطة الفلسطينية إذا شاركت ''حماس'' في الانتخابات، واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً مشابهاً· لكن يجب ألا يذعن الفلسطينيون للضغوط الخارجية، وأن يكون صندوق الاقتراع هو الحكم·
ü أمن الطاقة في الهند: الاتفاق الأميركي-الهندي الذي بمقتضاه تحصل الهند على مفاعلات نووية متطورة لإنتاج الطاقة كان محور مقال نشرته ''إنترناشونال هيرالد تريبيون'' يوم الثلاثاء الماضي لـ''براهما شيلاني'' أستاذ الدراسات الاستراتيجية بمركز البحوث السياسية في نيودلهي· وحسب الكاتب إذا كان كثير من المحللين يعتبرون الاتفاق وسيلة لمواجهة الطلب الهندي المتنامي على الطاقة، فإن بمقدور نيودلهي استثمار وتطوير مصادر الطاقة الموجودة لديها؛ ومن ثم بدلاً من إنفاق مليارات الدولارات على استيراد مفاعلات نووية، يتعين على الهند استثمار هذه الأموال الضخمة في استغلال أمثل لمصادر الطاقة المحلية، كالطاقة الهيدروليكية واحتياطيات الفحم الهندي التي تعد من بين أكبر الاحتياطيات في العالم· ناهيك عن أن دراسات عدة أجريت في الهند توصلت إلى استنتاج مفاده أن إنتاج الطاقة من الفحم لا يزال أرخص من إنتاجها بواسطة المفاعلات النووية· ''براهما'' يخشى من أن يوجه الاتفاق النووي الهندي- الأميركي، الذي سيتم تنفيذه قريباً، نيودلهي نحو خيارات خاطئة في مجال إنتاج الطاقة، فحتى إذا تمت مضاعفة إنتاج الطاقة النووية في الهند لتصبح عشرة أضعاف ما هي عليه الآن، فإن مساهمة الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء ستظل متدنية مقارنة بإجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية التي تنتجها البلاد·
ü هيمنة··· ولكن: توجيه النقد لسياسات الولايات المتحدة، خاصة سياسات إدارة الرئيس بوش، كانت محور مقال نشرته ''ذي تشينا ديلي'' الصينية يوم الثلاثاء الماضي لـ''تشين دينغلي''؛ فتحت عنوان ''ولايات متحدة مسؤولة ستعود بالفائدة على العالم كله'' رأى الكاتب أن ثمة نظرية أسماها بـ''الانهيار الأميركي'' يتم تداولها في وسائل الإعلام الغربية، كما يتبنى بعض المستائين من سياسات واشنطن وهيمنتها على السياسة الدولية موقفاً يتمثل في أن هجمات 11 سبتمبر هي بداية انهيار الولايات المتحدة· ''دينغلي''، وهو نائب مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة ''فودان'' الصينية فسر استياء البعض من السياسات الأميركية بسلسلة من الأسباب أهمها: الغزو الأميركي للعراق دون أن يكون هذا البلد مصدر تهديد مباشر لواشنطن، ودون تفويض الأمم المتحدة، ناهيك عن أن واشنطن تعتبر نفسها فوق المنظمة الدولية وتهدد بتخفيض مساهمتها المالية في ميزانية الأمم المتحدة من أجل الضغط على هذه الأخيرة لتمرير الأجندة الأميركية· ومن بين هذه الأسباب أن واشنطن، تتدخل من وجهة نظر البعض، في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وتنتهج سياسات مفعمة بالمعايير المزدوجة· ومن بين الأسباب أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وقعت على اتفاقية حظر إجراء التجارب النووية لكن الإدارة الأميركية الحالية تنصلت من هذه المعاهدة، كما وقعت إدارة كلينتون على بروتوكول كيوتو لكن إدارة بوش رفضت القبول بهكذا برتوكولاً، فكل هذه الممارسات تقلل من نفوذ الولايات المتحدة على الصعيد الدولي· لكن هذه الانتقادات يجب ألا تحول دون الاعتراف بدور الولايات المتحدة في خدمة المجتمع الدولي، كدورها في الحرب العالمية الثانية ضد النازية والفاشية، كما لعبت واشنطن دوراً في عودة تايوان للسيادة الصينية بعد احتلال اليابان للجزيرة· و