لنشارك جميعاً في المسيرة
حاول الدكتور خالد الدخيل في مقاله ''هل تجربة مجلس التعاون فاشلة؟'' التقليل من أهمية الإنجازات المشتركة التي تحققت لدول مجلس التعاون في ظل منظمتها الإقليمية ''الوليدة''، قائلا إنه لا شيء أنجز خلال ربع قرن هي عمر المجلس، ''سواء تعلق الأمر بأكبر الطموحات مثل شكل الوحدة، إلى ما هو أقل من ذلك مثل وحدة بطاقة التنقل أو وحدة العملة، ولا حتى سوق مشتركة· هذا فضلا عن غياب التنسيق بين دول المجلس في سياساتها الخارجية''! ووفقا للكاتب فإن تلك الأمور كانت هي أقل شيء يمكن السكوت عليه، خاصة أنه ''لم تطرح حتى الآن فكرة الوحدة، أية صيغة من صيغ الوحدة: فيدرالية، كونفدرالية، أو اندماجية''! وإذا كان الكاتب يرى موجباً لبلوغ ذلك الهدف، في وجود أساس اجتماعي للوحدة يمثله ''تشابه البنية الاجتماعية'' لدول الخليج العربي، فإنني أكثر من ذلك أرى ضرورته اليوم نابعة من المسألة الاقتصادية والتي تجعل بلدانا تتشابه اقتصادياتها وتعتمد على سلعة تصديرية واحدة هي النفط، بأمسِّ الحاجة إلى التنسيق والتكامل والوحدة، بما يعزز موقفها ويحمي مصالحها إزاء الأطراف الأخرى في السوق العالمية للنفط·
ورغم اتفاقي مع الكاتب في عدد من أوجه النقد الذي وجهه إلى مسيرة مجلس التعاون، وكونه لم يصل إلى ملامسة التطلعات الشعبية والآمال المعلقة عليه، فإنني أرى أن مما يدخل في باب التجاوز والافتقار إلى الموضوعية أن نحمِّل مجلس التعاون مسؤولية كل المعوقات التي عطلت جزئياً مسيرته خلال هذه السنوات، إذ يعود بعضها إلى ظروف موضوعية خارج نطاق السيطرة بالنسبة للمجلس ودوله·
لكن يبقى على النخبة المثقفة وذوي الخبرة وقادة الرأي من أبناء بلدان مجلس التعاون، أن يسهموا في تقوية التجربة الإقليمية للمجلس، من خلال النقد الهادف والبناء والسعي إلى بلورة أطر وتصورات جديدة ترفد مسيرة ''التعاون'' الخليجي وتسدد النظرة وتنير القرار الإقليمي الخليجي·
سعيد محمد - أبوظبي