بأي عقـــل نثـــق؟
تحــت عنــوان ''الثقة بالعقل'' نشــــرت ''وجهـــات نظــر'' يـــوم الثــــلاثاء 20/12/2005 مقالاً للدكتور أحمد البغدادي، يدعو فيه إلى الاهتمام بالعقل اهتماماً شديداً، ووجه لوماً شديداً لحملة الشهادات الجامعية المختلفة حين يلجأون إلى رجال الدين ويتحلقون حولهم ليسمعوا منهم علم الدين القادر -بكل تأكيد- على إيجاد حلول لكل مشاكلنا وأزماتنا المستعصية، خاصة إذا اعتصمنا به· قــــال تعالى: ''ما فرطنا في الكتاب من شيء''، وهذه بالطبع ظاهرة صحية تدل على يقظة العقل العربي حين يلجأ إلى الدين الصحيح وينبذ الدجل والشعــوذة·
وكذلك يلمح -البغدادي- بإنكار الأحلام حيث يلوم من يذهب لمفسر الأحلام، مع أن الرؤيا حق وقد أولها الأنبياء -عليهم السلام- كنبي الله يوسف -عليه السلام- ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فما الضرر في الاقتداء بالأنبياء إذاً فــــي الأخذ بالرؤيـــا الصحيحة وتأويلهـــــا والإيمان بأنها من الله تعالى؟! اللهـــــم إلا الدعــــوة الآثمة إلـــى طمس معالم الدين والأخذ ببعضه وترك بعضــه· وإنما يأتـــي الضـــلال حين نُحكم العقـــل فــــي الدين، وليس معنى ذلـــــك إلغــاء العقـــــل ولا خالق العقل -سبحانه- ضابط ومقيد شطحات العقل، وقوله تعالـــى: ''أفرأيت مـــن اتخذ إلهـــه هواه وأضله الله علــــى علــم···'' يوضــح ضرورة وجــــود مقيد وضابط للعقل لأن التفكيـــر مختلف من عقـــل لآخــر·
فأي عقل إذن نثق به ونطبق أفكاره؟! مع هذه الاختلافات الكثيرة في عصرنا الذي عجّت ساحته وامتلأت بالخلافات حتى بين أبناء الملة الواحدة والأسرة الواحدة والحزب الواحد؟ إنها دعوة لمزيد من الخلافات والفرقة وهذا ما لا ينقصنا، لذلك يجب أن نوجه الدعوات نحو الدين الصحيح لأنه يوحد الصف ويؤلف القلوب ويضمد الجروح النازفة وهذا أشد ما نفتقر إليه اليوم·
سليمان العايدي- أبوظبي