هناك خيط آخر من الخيوط الذي يجمع قافلة الشهداء في لبنان، بدءا من النائب والوزير الشهيد الحي مروان حمادة وحتى الشهيد النائب والصحافي الحر جبران تويني· يبقى علينا أن ندقق في لائحة مَن استشهدوا أو تحولوا إلى شهداء أحياء أو بإصابات كادت أن تودي بحياتهم، فنرى أن مروان حمادة يحمل الجنسية الفرنسية وهو داعم للفرانكوفونية لا بل هو أحد دعاماتها السياسية في لبنان، وغني عن القول ما كان يمثله الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالنسبة للعلاقات الفرنسية اللبنانية والأوروبية اللبنانية بشكل عام وعلاقته الشخصية بالرئيس الفرنسي جاك شيراك· كذلك باسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي والياس المر ومي شدياق هذا بالإضافة الى من هم على اللائحة ينتظرون قدرهم، كالنائب وليد جنبلاط ، وهو أيضاً من الفرانكوفونيين كما كان والده الشهيد كمال جنبلاط، وكثير ممن استشهدوا سابقاً كان خيط من الفرانكوفونية يجمعهم· وهنا نتساءل هل ما جرى ويجري في لبنان يدخل ضمن لعبة محكمة تتمثل في تعارض المصالح بين أنجلوساكسونية تكتسح العالم بالتوافق مع ''اليمين المسيحي'' المتطرف والصهيونية العالمية وكل من يحاول أن يقف أو يعارض سياستها مثلما جرى في العراق وقضية الشرق الأوسط خصوصاً الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا· نعم إنه خيط أساسي يؤكد لنا أن هناك اختراقاً ما في مكان ما استطاع أن يوظف التناقض في المصالح داخل لبنان، وبحكم انتقال خيوط اللعبة إلى ما تضمنه ''اتفاق شيراك -بوش'' أصبحت غالبية أركان المعارضة اللبنانية هي في الوقت نفسه من أركان الفرانكوفونية، وهذا مما يفسر الإصرار الفرنسي على اتخاذ قرارات صارمة بحق سوريا· ويبدو أن شهداء لبنان الذين سقطوا في الآونة الأخيرة تحولوا في هذه اللعبة إلى ''شهداء الفرانكوفونية'' في لعبة المقايضة الأنجلوساكسونية- الفرانكوفونية، إنهم شهداء إعادة رسم اتفاقية سايكس- بيكو، ولكن بغياب بريطانيا ''الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس'' إلى الإمبراطورية الصهيونية التي أصبحت بسيطرتها المقنعة قادرة على منع شروق الشمس!
شوقي أبو عياش- لبنان