يبدو أن سياسات الولايات المتحدة تتناقض تماماً مع التصريحات التي يروج لها الساسة الأميركيون، ولنتذكر جميعاً كذبة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق والتي تفنن في عرضها كولن باول داخل أروقة مجلس الأمن، التي بنيت عليها الحرب، مروراً بمقابر صدام حسين والسجون السرية وعلاقة صدام حسين بمنظمة ''القاعدة'' وصولاً إلى غرف التعذيب ومعتقلات صدام السرية· ألم تكن هذه تبريرات الإدارة الأميركية للحرب على العراق، والتي ثبت أنها باطلة ولا صحة لوجودها· كولن باول، وهو الشخص نفسه الذي قام بتضليل مجلس الأمن، يُظهر الآن أسفه وندمه على هذا الموقف· وبماذا يفيد الندم بعدما وقعت الكارثة، وتم احتلال العراق واستباحة أراضيه؟
ها هو العراق الآن يئن بما يحدث له من قتل للأبرياء وتشريد للناس، ها هو العراق الذي بات على شفا حفرة من الحرب الأهلية والفتن الطائفية· وها هم رجال العراق يُعذبون ويضطهدون من قبل الأميركيين، وخير دليل على ذلك هو سجن ''أبوغريب'' وسجون وزارة الداخلية العراقية· ها هي واشنطن تقتل وتدمر، والعالم ينظر ويتفرج دون أن يحرك ساكناً، وها هي الإدارة الأميركية تخطط لضرب مقرات ومكاتب قنوات إخبارية ذنبها الوحيد أنها تحاول كشف الديمقراطية الأميركية على حقيقتها· وها هي الإدارة الأميركية تنتهك حقوق الإنسان وكرامته وحريته فما الذي ننتظره بعد من أميركا؟!
سعيد حمود - أبوظبي